قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن الأنباء المتواترة عن وفيات المعتقلين داخل السجون المصرية ينبغي أن تستنهض المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات فعّالة ضد النظام المصري الذي يعامل المعارضين وكأنهم رهائن بيده، مؤكدة على ضرورة التحرك العاجل لضمان مساءلة النظام المصري ولجم جرائمه المتراكمة منذ أكثر من عقد من الزمان.
ولفتت المنظمة أنه خلال الشهر الجاري توفي 4 معتقلي رأي داخل السجون المصرية، ليرتفع عدد من توفوا منذ بداية العام الحالي إلى 16 معتقلًا، ليصل إجمالي عدد المتوفين في السجون المصرية إلى حوالي 1200 شخص منذ عام 2013، بسبب التعذيب والإهمال الطبي ورفض إدارات مقار الاحتجاز توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية أو حتى السماح للأهالي بإدخال الأدوية على نفقتهم الخاصة، بالإضافة إلى ظروف الاحتجاز غير الآدمية التي تفاقم المشكلات الصحية لدى المعتقلين المرضى، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض الخطيرة.
وذكرت المنظمة أن رجل الأعمال المهندس صادق الشرقاوي (74 عامًا) توفي داخل مقر احتجازه بتاريخ 19 من الشهر الجاري في سجن بدر3 سيء السمعة، بعد معاناة مع الاعتقال التعسفي استمرت لمدة 11 عامًا تنقل فيها بين السجون المختلفة ولاقي خلالها معاملة سيئة وتعذيب نفسي وجسدي.
وبينت المنظمة أن الشرقاوي كان من أبرز الكوادر الاقتصادية والأكاديمية في البلاد، إذ أنه أول من طور أول لغة برمجة لحاسب آلي عربي خلال فترة عمله في السعودية، كما طور مع مجموعة من زملائه أول حاسب آلي عربي في العالم، وتم تصنيعه في الولايات المتحدة الأميركية تحت اسم كمبيوتر الرائد، كما أسس الشرقاوي أكاديميات لتدريس علوم الحاسب الآلي في العالم العربي، وكان من رواد تعريب الكمبيوتر في العالم، لكن السلطات المصرية وبدلًا من الاستفادة من مهاراته الاقتصادية والعلمية، قررت حرمانه من حقه في الحرية، ومن ثم حقه في الحياة.
وشددت المنظمة على ضرورة تشكيل لجان دولية عاجلة لمراقبة الأوضاع داخل مقار الاحتجاز والسجون المصرية التي تظهر الأدلة كل يوم عن كونها أماكن خطيرة وأداة للقتل، إذ تعمل منظومة السجون المصرية بالمخالفة لكل المعايير الإنسانية والقانونية.