قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن حياة المعتقلين المصريين في خطر متصاعد جراء زيادة معدلات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا بعد بدء تفشيه في مقار الاحتجاز المصرية وتأكد إصابة عدد كبير من المعتقلين والعاملين في إدارة تلك المقار.
وأضافت المنظمة أنه خلال الفترة الأخيرة توفي نحو 9 محتجزين داخل مقار احتجازهم بعد ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا عليهم، حيث عانى معظمهم من ارتفاع في درجة الحرارة مع ضيق في التنفس ووجع في منطقة الصدر، وفي المقابل كان تعامل السلطات الأمنية يتسم بالتراخي والإهمال الجسيم، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات جادة لإسعافهم أو احتواء تفشي الوباء بين زملائهم لاحقا.
وبينت المنظمة أن آخر هؤلاء الضحايا كان المعتقل ناصر عبد المقصود (56 عاماً)، والذي توفي صباح الثلاثاء 09 يونيو/حزيران الجاري بعد تدهور حالته الصحية بصورة مفاجئة مع الاشتباه في إصابته بفيروس كورونا كونه منتشر داخل مقر احتجازه في سجن تحقيق طرة بعد انتشار أنباء حول إصابة عدد من أفراد الأمن والعاملين بالسجن بالفيروس ونقله إلى المعتقلين.
ولفتت المنظمة أن حالة المعتقل ناصر عبد المقصود كانت الثانية في أقل من 24 ساعة حيث توفي المعتقل رضا مسعود داخل مقر احتجازه في سجن شبين الكوم الاثنين 08 يونيو/حزيران 2020 بعد إصابته بارتفاع شديد في درجة الحرارة وصعوبة في التنفس.
وأضافت المنظمة أن هذه الحالات سبقها وفاة 07 معتقلين على الأقل بعد الاشتباه في إصابتهم بالفيروس، حيث توفي أربعة محتجزين داخل مقار الاحتجاز المختلفة في محافظة الشرقية، وهم المعتقل رجب النجار بتاريخ 07/05/202، والمعتقل محمد خاطر غمري بتاريخ 25/05/2020 داخل قسم شرطة بلبيس، كما توفي المعتقل إبراهيم عكاشة بتاريخ 14/05/2020 داخل مركز شرطة هيهيا، والمعتقل السيد معوض رزق بتاريخ 21/05/2020 داخل سجن الزقازيق العمومي.
وبتاريخ 20/05/2020 توفي المعتقل تامر عمارة داخل سجن استقبال طرة، وبتاريخ 23/05/2020 توفي المعتقل محمد عبد اللطيف خليفة داخل قسم شرطة بندر الفيوم، وبتاريخ 02/06/2020 توفي المعتقل حسن زيادة داخل محبسه في قسم أول المحلة الكبرى.
ولفتت المنظمة إلى انتشار الوباء صار مؤكدا في سجني استقبال وتحقيق وطرة بعد ظهور نتيجة التحاليل الإيجابية لعدد من المعتقلين، وكذلك في محافظة الشرقية قسم شرطة الحسينية، قسم شرطة ديرب نجم، بالإضافة إلى قسم شرطة بلبيس والذي سبق وتوفي اثنين من المحتجزين فيه في مايو/أيار المنصرم، وفي عدد من مقار الاحتجاز في محافظة الإسكندرية كقسم شرطة الدخيلة وسجن الغربينيات ببرج العرب الذي انتشرت أنباء حول إصابة رئيس المباحث به بالفيروس.
وأشارت المنظمة إلى أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا آخذ في الارتفاع في مصر، حيث تم تسجيل 38,284 إصابة، 1342 وفاة بالفيروس حتى الآن، بحسب الأرقام الرسمية.
وأكدت المنظمة أن السلطات المصرية لم تتخذ أي إجراءات لحماية ووقاية السجناء، بل على العكس رفضت تقليص عدد المحتجزين، واستمر التكدس والإهمال الطبي الجسيم داخل مقار الاحتجاز، ولم تمكن السجناء من تطبيق التباعد الاجتماعي بحسب التوجيهات الصحية، كما لم توفر المقومات اللازمة للنظافة الشخصية، أو لوازم الوقاية مثل الكمامات، والمطهرات للحد من خطر العدوى.
وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على السلطات المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تفشي الفايروس على نطاق أوسع، ما قد يعرض حياة المعتقلين لخطر شديد.