أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا اعتزام شركة NSO الإسرائيلية لبرامج التجسس المشاركة في معرض الأمن الدولي القادم، المقرر عقده في لندن يومي 28 و29 سبتمبر/أيلول الجاري، مؤكدة أنه يجب عدم السماح للشركة التي صنعت برنامج Pegasus بمواصلة عملها بصورة طبيعية بعد ثبوت استخدام البرنامج من قبل الأنظمة الاستبدادية للتجسس على النشطاء والمعارضين.
وأوضحت المنظمة أن الإعلانات المنشورة على الموقع الرسمي الخاص بمعرض الأمن الدولي (ISE) اعتمدت على لهجة تُستخدم في عمليات غسل السمعة وتبييض الانتهاكات، حيث جاء فيها: “معرض الأمن الدولي هو الحدث الرئيسي الوحيد الذي يجمع بين الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية ومجتمع المستخدم النهائي بأكمله المسؤول عن التنظيم والمشتريات معاً بهدف مناقشة التحديات الحالية”.
وأضافت المنظمة أن الفعاليات التي سيضمها المعرض تشمل “القمة العالمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والخطيرة” بحضور ومشاركة متحدثين من مختلف الأوساط الأكاديمية، وجهات إنفاذ القانون، وشركات الأمن الخاصة.
وبينت المنظمة أن شركة NSO من بين المشاركين في المعرض بالرغم من كافة الانتقادات التي وُجهت إليها بعد الكشف عن استخدام برنامج التجسس Pegasus التابع لها من قبل الأنظمة الاستبدادية في استهداف النشطاء والمعارضين ومراقبة الصحفيين والسياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان واختراق خصوصياتهم.
وكان تحقيق عالمي صدر في وقت سابق من هذا العام قد كشف عن مدى خطورة برنامج Pegasus وتحويله إلى أداة قمع في يد الأنظمة الديكتاتورية خاصة في دول منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات والبحرين والهند وأذربيجان لاستهداف المعارضين.
وبينت المنظمة أن التحقيق كشف بالأدلة أن عدد ضحايا عمليات التجسس يزيد عن خمسين ألف شخص حول العالم، تم استهدافهم لأغراض سياسية وللتضييق على حرية الرأي والتعبير، وملاحقة المعارضين وأصحاب الرأي سواء من مواطنيهم أو مواطني دول أخرى.
ولفتت المنظمة إلى أن أحد ضحايا عمليات الاختراق التي تمت بواسطة برنامج Pegasus هو الناشط الإماراتي أحمد منصور، الذي يواجه الآن عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات في سجون الإمارات، مشيرة إلى أنه على الأرجح تم استهداف منصور عام 2016 من قبل برنامج التجسس، قبل اعتقاله في مارس/آذار 2017.
بالإضافة إلى ذلك، تم استهداف هاتف التركية خديجة جنكيز- خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد قتله داخل السفارة السعودية في إسطنبول، كما تم استهداف جمال خاشقجي نفسه وعدد من أفراد أسرته قبل عملية الاغتيال.
وأكدت المنظمة أن وجود شركة NSO في معرض الأمن الدولي، جنباً إلى جنب مع العديد من الشركات الأمنية الأخرى مثل: Abus و Intersecوعدد من الشركات البريطانية الرائدة وتقديمها كشركة محترمة يشير إلى أن المصالح التجارية أهم بكثير من مصالح حقوق الإنسان والقيم والمبادئ الديموقراطية، لا سيما وأن موجة انتقادات واسعة وُجهت إلى الشركة من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان الذين طالبوا بوقف التعاون معها.
وطالبت المنظمة المنظمين والمسؤولين عن معرض الأمن الدولي بسحب دعوة شركة NSO وإبلاغها صراحة بأنها غير مرغوب فيها بسبب الضرر الهائل الذي أحدثته منتجاتها للمعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم، وتأثيرها السلبي على الديموقراطية وتعزيزها حكم الأنظمة الديكتاتورية.