أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مشاركة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو في احتفالية افتتاح مركز “فريدمان للسلام الذي تصنعه القوة” التي أقيمت بتاريخ 11/10/2021 في القدس المحتلة في متحف ما يسمى ” التسامح” المقام على أنقاض مقبرة مأمن الله.
وعلى هامش الحفل صرح رئيس “الفيفا” بإمكانية إقامة كأس العالم 2030 في إسرائيل جنباً إلى جنب مع دول الجوار مثل دولة الإمارات العربية المتحدة لتشجيع التطبيع.
وفي رسالة عاجلة إلى “الفيفا” أوضحت المنظمة أن رئيس “الفيفا” ارتكب خطأ جسيما مركبا في اشتراكه في هذا الحفل فمن حيث الموضوع فالحدث يتعلق بنشاط سياسي لا علاقة له بكرة القدم ومن حيث المشاركين فهم من عتاة المستوطنين الذين يجاهرون بمشاريع التطهير العرقي والاستيطان ومن المعروف أن السفير فريدمان في ظل إدارة ترامب كان من عرابي القرارات التي أصدرتها ادارة ترامب لضم الأراضي المحتلة بما فيها الجولان والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وواضح من اسم مركزه فهو لا يسعى لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين إنما هو يسعى لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل فقط و بالقوة ومن حيث المكان فقد عقدت الاحتفالية في القدس المحتلة على أرض كانت مقبرة تم تجريفها دون أدنى احترام للأموات، وفيما يتعلق باقتراح إقامة بطولة كأس العالم 2030 في إسرائيل فيبدو أن رئيس ” الفيفا” لا يرى ولا يسمع الجرائم التي ترتكبها اسرائيل يوميا.
وبينت المنظمة أن القواعد الناظمة للاتحاد الدولي لكرة القدم تحظر عليه تعاطي الشأن السياسي ودعم أي كيان ينتهك قوانينه، والاتحاد منوط به تنظيم بطولات كرة القدم وفق اللوائح والقوانين بعيدا عن التجاذبات السياسية ومن واجبه أن يمنع تدخل الحكومات في شؤون الاتحادات المحلية فكيف يدعم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم كيان محتل يقمع ويحاصر شعب منذ عقود.
إن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يعلم أن إسرائيل قوة احتلال ترتكب العديد من الجرائم وفي مقدمتها الاستيطان فكان عليه أن يمتنع عن لقاء أي جهات حكومية أو المشاركة في احتفاليات سياسية تسيء إلى كرة القدم وتثير تساؤلات حول خلط كرة القدم بالسياسة وانحرافها نحو دعم مرتكبي الجرائم الخطيرة.
كما أن رئيس الاتحاد يعلم أن دولة الأمارات عرابة اتفاق أبراهام ليست مهتمة في نشر السلام في المنطقة والدليل على ذلك جرائمها المرتكبة في اليمن وليبيا ودعمها للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة واستثماراتها في المستوطنات الإسرائيلية التي تمثل جريمة حرب، إضافة إلى قمع حرية الرأي والتعبير في الداخل، واعتقال النشطاء، والمعارضين نساء ورجالا.
ولفتت المنظمة أن فوز أي دولة في تنظيم بطولة كأس العالم يخضع لتنظيم صارم يعتمد على التنافس بين الدول ويتم اختيار الدولة التي تقدم أفضل مشروع لإقامة البطولة بناء على معايير فنية رياضيه بالدرجة الأولى ولا علاقة لاختيار الدولة أو تلك بالمسائل السياسية، بل إن سجل الدولة في مجال حقوق الإنسان يجب أن يلعب دورا كبيرا في تحديد الدولة الفائزة.
إن مشاركة رئيس الفيفا في مثل هذه الاحتفالية وإطلاق مثل هذه التصريحات ينم عن عدم وعي بالمخاطر التي تنجم عنها فهو بشكل أو بآخر أظهر أن مؤسسة كروية عريقة “الفيفا” كداعم لدولة ترتكب كل أنواع الجرائم وفي مقدمتها الاستيطان.
إن الاتحاد الدولي لكرة القدم مدعو لفتح تحقيق عاجل بما قام به رئيس الاتحاد وتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني والمجتمع الكروي والتعهد بالحفاظ على كرة القدم بعيدا عن تعقيدات السياسة ومشاكلها في إطار احترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.