تتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المكثف، ما يهدد حياة الآلاف من المدنيين، ويزيد من معاناتهم.
وفي هذا السياق؛ أفادت الأمم المتحدة بأن 1.4 مليون شخص في لبنان اضطروا للنزوح من ديارهم إثر تصاعد الهجمات الإسرائيلية، مشيرة إلى تدهور كبير في الأمن الغذائي، ونقص حاد في موارد المساعدات الإنسانية، وسط حاجة ملحة للمساعدات العاجلة.
جاء ذلك في منشور لمكتب الأمم المتحدة في جنيف عبر منصة “إكس”، حيث أشار إلى أن “الأوضاع الإنسانية في لبنان تزداد تدهوراً مع استمرار الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 3100 شخص حتى الآن، ونزوح 1.4 مليون شخص من منازلهم”.
واليوم الخميس؛ شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات على بلدة البازورية في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين لبنانيين وإصابة آخرين.
كما تم استهداف مناطق متعددة، بما في ذلك بلدة الجميجمة التي شهدت مصرع مواطنين إضافيين نتيجة الهجمات.
وتواصلت غارات الاحتلال على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، حيث تعرضت مناطق حارة حريك، الغبيري، الشويفات، برج البراجنة، الشياح، ومار ميخائيل لقصف مكثف، ما ألحق دماراً واسعاً بالمباني والمنشآت والبنية التحتية.
كما استهدفت طائرات ومدفعية الاحتلال بلدات عديدة في جنوب لبنان، منها النبطية ومجدل زون والناقورة وشمع والمنصوري، مما أسفر عن تضرر واسع النطاق للمنشآت المدنية، وزيادة المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقد أسفر هذا العدوان المتواصل، الذي يُعد الأعنف منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل عام، عن نزوح أعداد كبيرة من اللبنانيين في ظل تصاعد العدوان المستمر منذ 23 سبتمبر.
وتأتي هذه التطورات بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تسببت في مقتل وإصابة أكثر من 137 ألف شخص فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، مع وجود أكثر من 10 آلاف مفقود.
وفي ظل الأوضاع المتدهورة في لبنان وقطاع غزة؛ يتوجب إجراء تحقيقات شاملة وشفافة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين وممتلكاتهم، إذ يشكل استهدافهم المباشر جريمة تستدعي محاسبة مرتكبيها، بما يكفل حقوق الإنسان والعدالة للشعوب المتضررة.