في ظل كارثة إنسانية هي الأسوأ في العصر الحديث؛ كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 1.9 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعيشون بلا مأوى، بعد أكثر من 15 شهرًا من عمليات القصف الإسرائيلي المكثف التي أودت بحياة الآلاف ودمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل.
وقالت الأونروا في بيان: “ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص نزحوا في غزة بسبب الحرب، واضطر العديد منهم إلى العيش في ملاجئ مؤقتة، مثل تلك الموجودة في منطقة المواصي جنوب غرب القطاع”.
وأشارت إلى أن “معظم المنازل إما دُمرت بالكامل أو أصبحت غير صالحة للسكن”، مؤكدة أن “إعادة بناء البنية التحتية والعودة إلى الحياة الطبيعية ومعالجة الصدمة ستستغرق سنوات”.
وأضافت أن الوضع الإنساني في غزة، وخاصة في شمال القطاع “مزري للغاية”، معربة عن قلقها البالغ إزاء تداعيات الدمار الواسع الذي طال الأحياء السكنية والمرافق الحيوية.
ومع سريان وقف إطلاق النار الأحد الماضي؛ وثقت مشاهد ميدانية حجم الدمار الهائل الذي لحق بشوارع ومناطق سكنية بأكملها شمال غزة، حيث عاش السكان تحت حصار خانق دام أكثر من ثلاثة أشهر.
وأكدت “الأونروا” أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون بين الأنقاض، في “حاجة ماسة إلى مساعدات منقذة للحياة”، مشددة على ضرورة استمرار جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية بهذا الحجم، وسط ظروف لوجستية بالغة الصعوبة.
ووفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تعرّض نحو 88% من البنى التحتية في القطاع للتدمير، بما يشمل المنازل، المستشفيات، والشوارع، إضافة إلى شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، ما يجعل العودة إلى حياة طبيعية أمرًا بالغ الصعوبة.
ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، اضطرت أعداد كبيرة من النازحين إلى العودة إلى مناطقهم المدمرة، حيث نصبوا خيامًا مؤقتة على أنقاض منازلهم، وسط غياب أدنى مقومات الحياة الإنسانية.
وتستلزم هذه الكارثة التي تعيشها غزة، المطالبة بإجراء تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب والانتهاكات الموثقة، إضافة إلى تكثيف الجهود الدولية لتوفير الدعم الإنساني العاجل لسكان غزة، وضمان حقهم في العيش بكرامة وإنهاء الحصار المستمر.