يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة لليوم الـ75 على التوالي، ما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة؛ فقد ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 19667 قتلى، و52586 مصابا.
وقالت الوزارة إن الاحتلال الاسرائيلي حوّل ساعات هذا اليوم الأربعاء إلى مجازر متتالية طالت كل مناطق قطاع غزة دون استثناء، راح ضحيتها نحو 100 قتيل ومئات الإصابات “حتى اللحظة”.
وقالت إن “قوات الاحتلال الاسرائيلي تتعمد تصفية الوجود الصحي شمال غزة بتدمير المستشفيات واعتقال كوادرها، وهذا يشكل إعداما لنحو 800 ألف نسمة هناك”، لافتة إلى أن “مئات الالاف من الجرحى والحوامل والاطفال والمرضى المزمنين شمال غزة بلا خدمات صحية”.
وأبدت استغرابها من ” صمت العالم وهو يرى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي شمال غزة بعد تصفية الخدمات الصحية امام سمع العالم وبصره”.
ورأت أن “إصرار الإدارة الامريكية على استمرار العدوان على غزة في مؤسسات الأمم المتحدة، وشرعنتها للعدوان، والمشاركة في قتل الأطفال والنساء والكوادر الطبية والصحفيين؛ يعبر عن سقوط مجموعة القيم الأخلاقية والمبادئ الحقوقية التي يدعيها المجتمع الدولي”.
وبينت أن “الوضع الصحي في مستشفيات جنوب غزة كارثي ومعقد؛ نتيجة عدم توفر الامكانيات السريرية والطبية والبشرية المناسبة لحجم أعداد ونوعية المصابين”.
وأشارت إلى أن “مئات الجرحى الخطيرة والمعقدة تفترش الأرض، وتنتظر أمام غرف العمليات في مستشفيات جنوب غزة، مما أدى إلى فقدان حياة العشرات منهم، ونناشد المؤسسات الدولية بالتحرك العاجل لدعم المستشفيات بالإمدادات الطبية والوقود والفرق الطبية المتخصصة”.
وبينت أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد المنظومة الصحية أدى إلى مقتل 310 كادرا صحيا، وإصابة المئات منهم.
وقالت إن “الاحتلال الاسرائيلي تعمد استهداف 140 مؤسسة طبية، وأخرج 23 مستشفى و53 مركزاً للرعاية الأولية عن الخدمة، وتدمير 102 سيارة إسعاف”.
وأضافت أن الاحتلال اعتقل 10 من الكوادر الصحية من مستشفى العودة، “وبذلك يرتفع عدد الكوادر الصحية التي يعتقلها الاحتلال إلى 99 كادرا صحيا، على رأسهم مدراء مستشفيات شمال غزة د. محمد أبو سلمية ود. أحمد الكحلوت ود. أحمد مهنا، في ظروف قاسية، وامتهان لكرامتهم الانسانية، واستجواب تحت التعذيب والتجويع”.
وأشارت إلى أن “استمرار نفاد تطعيمات الأطفال في قطاع غزة يزيد الوضع الصحي للأطفال المواليد سوءاً، وخاصة في مراكز الإيواء”، مطالبة الجهات المعنية بالعمل الفوري على توفيرها، وإيصالها لكافة مناطق قطاع غزة”.
وأوضحت أن “مليونا و800 ألف نازح في مراكز وأماكن الإيواء يتعرضون لخطر المجاعة، وانعدام الماء والنظافة الشخصية والرعاية الصحية”.
ودعت “الصحة الفلسطينية” كافة المؤسسات إلى “العمل على الفوري على توفير الاحتياجات الدوائية والوقود، لتشغيل مجمع الشفاء الطبي، وإقامة مستشفيات ميدانية في كافة مناطق قطاع غزة”.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.
ويحتم هذا العدوان على مؤسسات المجتمع الدولي، العمل على إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على الالتزام بالقوانين الدولية والمعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويجب إلزامها بحماية حقوق المدنيين وحياتهم، وحظر استهدافهم والحفاظ على سلامتهم، ومعاقبة القيادات المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة وغيره.