يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة لليوم الـ82 على التوالي، ما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة؛ فقد ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 20915 قتيلاً، و54918 مصابا.
وقالت الوزارة إن “قوات الاحتلال الاسرائيلي زادت من عدوانها بأشكال متعددة، ما بين إعدامات جماعية، ومجازر وإبادة جماعية، ومسح أحياء سكنية بمن فيها، وحرمان من الخدمات الصحية، وانعدام المقومات الإنسانية للنازحين”.
وأضافت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال 24 ساعة الماضية نحو 18 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 241 قتيلاً و382 إصابة.
وأعربت عن “الخشية من أن يكون استهداف محيط مجمع ناصر الطبي (في خان يونس جنوب قطاع غزة) هو تكرار للسيناريو الذي نفذه الجيش ضد مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومستشفيات شمال القطاع”.
وعن ضحايا الكوادر الطبية؛ بينت أن الانتهاكات الاسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى مقتل 311 كادرا صحيا و تدمير 102 سيارة إسعاف.
وبخصوص استهداف المنظومة الصحية؛ أفادت بأن الجيش الإسرائيلي استهدف 141 مؤسسة صحية وأخرج 23 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة” منذ 7 أكتوبر.
وبينت أن الاحتلال لا يزال “يعتقل 99 كادرا صحيا، على رأسهم مدراء مستشفيات شمال غزة محمد أبو سلمية وأحمد الكحلوت وأحمد مهنا”.
ولفتت إلى أن الاحتلال الاسرائيلي “تعمد تدمير مستشفيات شمال غزة، و800 ألف نسمة فيها يتركون بلا خدمات صحية، والجرحى والمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضع يتعرضون للموت المحقق”.
وقالت الوزارة إن نسبة الانشغال السريري في مستشفيات الجنوب بلغت 350 بالمئة، ومئات الجرحى يفترشون الأرض في الأقسام وغرف العمليات.
وأكدت أن “الطواقم الطبية عاجزة أمام مئات الحالات الحرجة والخطيرة والمعقدة والحروق الشديدة، نتيجة عدم توفر الإمكانات العلاجية والبشرية والسريرية المطلوبة لها”، مشيرة إلى أن هذه الطواقم “تفاضل بين الحالات الحرجة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ونفقد عشرات الأرواح يوميا نتيجة ضعف الإمكانات الطبية”.
وبينت أن “الأوضاع الصحية والإنسانية في مراكز الإيواء بلغت مستويات كارثية مفجعة لأكثر من 1.8 مليون نازح يتعرضون لمخاطر المجاعة والبرد القارص وتفشي الأمراض والأوبئة”، فيما “يعاني 900 ألف طفل في مراكز الإيواء خطر الجفاف والمجاعة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم”.
ولفتت الوزارة إلى أن “50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء وبلا طعام وبلا رعاية صحية، ونحو 180 سيدة تضع مولودها يوميا في ظروف غير آمنة وغير إنسانية”.
وقالت إن “70 بالمئة من مرضى الفشل الكلوي يتعرضون لمخاطر صحية كارثية، نتيجة القصف والنزوح وصعوبة وصولهم لخدمة غسيل الكلى، وخاصة في شمال غزة”.
وأضافت أن “الواقع الذي يعيشه الجرحى كارثي ولا يطاق، ونلاحظ مضاعفات متسارعة في حالاتهم الصحية، والتهابات شديدة للجروح والحروق يصعب شفاؤها، ونفقد حياة أعداد كبيرة من الجرحى نتيجة عدم توفر العلاج في مستشفيات غزة”.
وطالبت وزارة الصحة المؤسسات الأممية بـ”الانتقال من موقع توصيف الواقع الكارثي للنازحين والتحذيرات من خطورته إلى إيجاد آليات فاعلة وعاجلة تضمن تدخلها الانساني لمنع الكارثة والمجاعة”.
وأوضحت أن ذلك يكون “بتوفير المأوى المناسب لظروف الشتاء وكميات كافية من الماء الصالح للشرب والنظافة الشخصية والطعام والكساء والأغطية وإقامة نقاط طبية للنازحين في كافة أماكن تواجدهم”.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.
ويحتم هذا العدوان على مؤسسات المجتمع الدولي، العمل على إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على الالتزام بالقوانين الدولية والمعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويجب إلزامها بحماية حقوق المدنيين وحياتهم، وحظر استهدافهم والحفاظ على سلامتهم، ومعاقبة القيادات المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة وغيره.