في سياق الإبادة الجماعية المستمرة ضد المدنيين في قطاع غزة؛ ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الجمعة سلسلة مجازر أسفرت عن مقتل 25 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، في استهداف مباشر لمراكز إيواء ومنازل مأهولة وتجمعات للنازحين.
ففي شمال مدينة غزة، قصف الاحتلال بالمدفعية مدرسة “عمرو بن العاص” التي تؤوي مئات النازحين في حي الشيخ رضوان، ما أدى إلى مقتل 12 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، بعضهم بحالة حرجة. وفي الحي نفسه؛ ارتكب الاحتلال مجزرة أخرى باستهداف خيمة للنازحين من عائلة “شاهين” في شارع الجلاء، ما أودى بحياة 5 أفراد بينهم 3 أطفال.
أما غرب المدينة؛ فقد قُتل 4 أفراد من عائلة “الأسود” (زوجان وابنتاهما) إثر قصف مروحي استهدف شقة سكنية خلف مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ.
وفي حي الصبرة جنوب شرق غزة، قتلت أم وابنها باستهداف طائرة مسيرة تجمعاً للمدنيين قرب مسجد الاستجابة، فيما خلف قصف منازل لعائلتي “العمارين” و”الجعل” قتلى وجرحى وتدميراً واسعاً. كما تعرض محيط عيادة الصبرة ومسجد المجمع الإسلامي لقصف مدفعي عنيف.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال تستخدم روبوتات مفخخة لنسف المباني السكنية، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي متواصل على أحياء جباليا البلد شمال القطاع.
وفي وسط غزة؛ قتلت امرأتان وأصيب خمسة آخرون إثر استهداف شقة سكنية في “برج الاتحاد” بمخيم النصيرات بطائرتين مسيرتين انتحاريتين.
أما جنوب القطاع، فقد أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف على محطة تحلية المياه غرب خان يونس أثناء تجمع نازحين لتعبئة المياه، كما تعرضت “مدينة حمد” السكنية لقصف مدفعي مكثف، إضافة إلى استهداف منزل لعائلة “بدير” قرب مسجد عباد الرحمن.
وتُظهر هذه الوقائع نمطاً ممنهجاً في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وهو ما يصنف قانونياً كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بل ويرقى إلى الإبادة الجماعية بحكم اتساع رقعة الانتهاكات، واستهدافها المقصود للفئات الأضعف كالنساء والأطفال، وحرمان السكان من مقومات الحياة الأساسية. فالقتل الجماعي، والتجويع الممنهج، والتهجير القسري، كلها أفعال تدخل ضمن تعريف الإبادة وفق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت جرائم الاحتلال أكثر من 62,192 قتيلاً و 157,114 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين. كما تسببت المجاعة الناتجة عن الحصار والتجويع في وفاة 271 فلسطينياً، بينهم 112 طفلاً.
وبهذا يواصل الاحتلال حرب الإبادة على غزة، في ظل تجاهل تام للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقفها، مما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بمبادئ القانون الدولي والعدالة الإنسانية.