تتصاعد المأساة الإنسانية في قطاع غزة يوماً بعد يوم، حيث يواجه السكان حصاراً خانقاً وقصفاً متواصلاً يُسقط مزيداً من القتلى والجرحى، في مشهد يعكس ملامح إبادة جماعية مكتملة الأركان.
وخلال الساعات القليلة الماضية؛ أفادت مصادر طبية بارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 31، بينهم أطفال، جراء قصف ونيران الاحتلال منذ فجر اليوم الخميس في مناطق متفرقة.
وشملت المجازر استهداف خيمة تؤوي نازحين في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين بينهم 3 أطفال. كما قُتل 7 من عائلة أبو العيش بعد قصف خيمتهم في مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما استُهدف منزل لعائلة حبيب في حي الصبرة بمدينة غزة مخلفاً 3 قتلى وإصابات أخرى.
وفي جنوب القطاع؛ قتل 3 مواطنين من منتظري المساعدات الإنسانية بعد قصف قوات الاحتلال مجموعة منهم قرب خانيونس. كما قتل مواطن وأصيب آخرون برصاص الاحتلال جنوب شرق دير البلح.
وتؤكد هذه الوقائع استهداف المدنيين عمداً في بيوتهم وملاجئهم وأثناء بحثهم عن الغذاء، ما يُظهر بوضوح سياسة التجويع والإبادة كأداة عسكرية ممنهجة.
وتزداد كارثية الوضع الإنساني في ظل إغلاق الاحتلال للمعابر منذ 2 مارس/آذار، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، بينما تتكدس شاحنات المساعدات على الحدود وتتعرض للسطو من مجموعات محمية إسرائيلياً وفق شهادات محلية.
ورغم السماح المحدود لبعض الشاحنات بالدخول؛ فإن الكميات لا تغطي الحد الأدنى لاحتياجات السكان، وهو ما جعل المجاعة تحصد حتى الآن 370 قتيلاً، بينهم 131 طفلاً.
كما أعلن جيش الاحتلال رسمياً عن إطلاق عملية عسكرية جديدة تحت مسمى “عربات جدعون 2” لاحتلال مدينة غزة بالكامل، وهو ما يُنذر بمزيد من الانفجارات الإنسانية، حيث يعيش مئات آلاف النازحين في ظروف قاسية بلا ماء أو غذاء أو مأوى آمن.
وخلف العدوان حتى الآن أرقاماً مفزعة، حيث بلغ عدد القتلى 63,746، والجرحى 161,245، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، معظمهم تحت الركام، فيما تُرك مئات الآلاف في مواجهة الجوع والتشريد.
ولا تترك هذه المؤشرات مجتمعة مجالاً للشك في أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل عملية إبادة جماعية تستهدف الشعب الفلسطيني وجوداً وحياة وحقوقاً، وسط صمت دولي.