يشكل استهداف الأطفال والمدنيين خرقاً صريحاً للقوانين الدولية والإنسانية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 التي تُلزم الدول بحماية الأطفال من الأذى خلال النزاعات المسلحة، واتفاقيات جنيف التي تحظر الهجمات غير المتناسبة والتي تسبب أضراراً مفرطة للمدنيين.
وفي هذا الإطار؛ أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن ما معدله 35 طفلاً يقتلون يومياً نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفقاً لتصريحات المتحدث باسم المنظمة، جيمس إلدر؛ فإن العدد الإجمالي للأطفال الذين فقدوا حياتهم منذ بدء الهجوم الإسرائيلي بلغ نحو 15 ألف طفل.
وبحسب تحليل نشرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن نحو 15 طفلاً يصابون يومياً بإعاقات مستديمة، تشمل فقدان الأطراف وضعف السمع، نتيجة استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة المتفجرة في المناطق السكنية خلال عام 2024.
وأشار التحليل إلى أن 475 طفلاً شهرياً يعانون إصابات بالغة قد تستمر مدى الحياة.
وقالت الأونروا إن حجم الإصابات بين الأطفال يعكس طبيعة الهجمات التي تُستخدم فيها أسلحة محرّمة دولياً، ما يتسبب في أضرار نفسية وجسدية طويلة الأمد للضحايا، ويزيد من معاناة الأسر الفلسطينية التي تعيش في ظروف إنسانية مأساوية نتيجة الحصار المستمر.
وتفاقمت الكارثة الإنسانية في غزة بسبب المجاعة الناتجة عن الحصار الإسرائيلي والدمار واسع النطاق للبنية التحتية. ووفقاً للبيانات الأممية، فقد أودت المجاعة بحياة عشرات الأطفال والمسنين، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية. كما أن أعداد المفقودين تجاوزت 11 ألف شخص، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.
وعلى الرغم من الإدانات الدولية المتكررة؛ فإن المجتمع الدولي يواجه انتقادات لعدم اتخاذ خطوات عملية لوقف الجرائم ضد المدنيين في غزة، ما يجعل من استمرار قتل الأطفال وتدمير مستقبلهم يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية.