قُتل أربعة مواطنين فلسطينيين، بينهم امرأة، جراء سلسلة غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال الحربية واستهدفت بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، في تصعيد جديد يطال المناطق الشرقية للقطاع.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال شنت عدة غارات متتالية على البلدة، استهدفت مجموعة من المواطنين، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم، في وقت لم تتمكن فيه طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إلى مكان الاستهداف وانتشال القتلى، نتيجة استمرار القصف وخطورة الأوضاع الميدانية.
وفي السياق ذاته؛ شنت قوات الاحتلال فجر اليوم الجمعة غارات جوية وقصفاً مدفعياً على مدينتي خان يونس ورفح، ما تسبب بحالة من الهلع بين السكان، لا سيما في ظل تركز الاستهدافات قرب مناطق سكنية مأهولة.
ويأتي هذا القصف في إطار استمرار خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار مع غزة منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث سُجلت مئات الخروقات، أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين، بحسب معطيات رسمية صادرة من داخل قطاع غزة.
ويثير استمرار القصف الجوي على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين مخاوف جدية تتعلق باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما مبدأي التمييز والتناسب، اللذين يفرضان على أطراف النزاع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين، وتجنب الهجمات التي قد تُلحق أضراراً مفرطة بالمدنيين مقارنة بالهدف العسكري المفترض.
كما أن منع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى الضحايا أو تعريضهم للخطر قد يشكل انتهاكاً لواجب حماية الطواقم الإنسانية أثناء النزاعات المسلحة.
وتندرج هذه الحوادث ضمن سياق أوسع من الحرب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 واستمرت قرابة عامين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفاً آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمرافق الحيوية.
ووفق تقديرات أممية؛ بلغت كلفة إعادة إعمار ما دمرته الحرب نحو 70 مليار دولار، في وقت لا يزال فيه سكان القطاع يواجهون أوضاعاً إنسانية كارثية، تتفاقم مع استمرار القصف، وتقييد وصول المساعدات، وغياب أي ضمانات حقيقية لحماية المدنيين من الاستهداف المتكرر.

























