يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، حيث استهدف منذ فجر اليوم وحتى ساعة نشر هذا الخبر منازل مأهولة وتجمعات لمدنيين ينتظرون المساعدات، مخلفًا 48 قتيلا فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وتركزت الضربات على مدينة غزة، حيث قتل 11 فردا من عائلة الشرفا في حي التفاح بينهم أطفال ونساء، بينما قتل ستة آخرون في مخيم الشاطئ إثر قصف منزل لعائلة بكر.
كما طالت الغارات أحياء الرمال وتل الهوى والشجاعية، وترافقت مع استخدام طائرات مسيرة مفخخة فجرت بين منازل المدنيين، ما أدى إلى مقتل مزيد من السكان.
وأفادت مصادر محلية بسقوط سبعة قتلى آخرين في هجمات متفرقة على أحياء مختلفة من المدينة، إلى جانب قصف جوي ومدفعي امتد طوال الليل إلى مناطق شرقي وشمالي المدينة.
وشهدت منطقة الوسط تصعيدا داميا أسفر عن 21 قتيلا. ففي النصيرات؛ قصف الاحتلال منزل عائلة الجمل وقتل تسعة من أفرادها، بينهم الأب والأم وأبناؤهما، بينما قصف تجمعا مدنيا في المكان ذاته فقتل أربعة بينهم طفلان. وفي الزوايدة؛ قتل ثلاثة آخرون بعد استهداف منزل عائلة أبو ركاب.
أما في محيط محور نتساريم؛ فقد فتح جنود الاحتلال النار على فلسطينيين تجمعوا للحصول على مساعدات غذائية، فقتل ثلاثة منهم في المكان. وتُعد مراكز توزيع المساعدات التي يديرها الاحتلال والأمريكيون مصائد موت، بعدما تحولت إلى مواقع لاستهداف الجائعين بدل إنقاذهم.
وامتد التصعيد إلى خان يونس ورفح، حيث قُتل فلسطيني في قصف منزلي بمنطقة جورة العقاد، فيما أصيب آخرون برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في منطقة الشاكوش برفح.
ويؤكد سكان الجنوب أن الهجمات تستهدف إفقاد المدنيين أي شعور بالأمان، حتى في المناطق التي نزحوا إليها سابقا هربا من القصف.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حملة عسكرية غير مسبوقة على قطاع غزة، بدعم أمريكي مباشر، أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني وإصابة نحو 167 ألفا، غالبيتهم من النساء والأطفال. كما أدت سياسة الحصار والتجويع إلى وفاة مئات آخرين، بينهم عشرات الأطفال.
وتكشف هذه الأرقام أن ما يجري لم يعد مجرد حرب أو مواجهة، بل إبادة جماعية متعمدة تستهدف الوجود الفلسطيني في غزة، في خرق صريح لاتفاقية منع جريمة الإبادة لعام 1948.
وتشير الوقائع إلى أن الاحتلال لا يكتفي بقتل المدنيين في منازلهم، بل يتعمد استهداف تجمعات الجائعين والنازحين، ما يجعل الكارثة الإنسانية في القطاع وجها آخر لسياسة تطهير جماعي يجري تنفيذها على مرأى من العالم.