بالتزامن مع عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ47 على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته في مدن وقرى الضفة الغربية، والتي تسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق؛ قصفت طائرة مسيّرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بصاروخين، منزلا في حي البلاونة بمخيم طولكرم (شمال الضفة)، ما أسفر عن مقتل ستة مواطنين، وهم: رامي الشوملي، وعدي الزيات، وأحمد سليط، ومحمد أبو عنين، وبسام الشافعي، وفراس عواد بلاونة.
وأوضحت طواقم الإسعاف في طولكرم أنها تمكنت من نقل إصابتين إحداهما خطيرة بشظايا صاروخ من طائرة مسيّرة في الوجه والصدر والرأس، والثانية لطفل (16 عاما)، بشظية في الوجه.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت الليلة الماضية مدينة طولكرم ومخيمها من عدة محاور، ونشرت قناصتها على أسطح عدة بنايات، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة وضواحيها ومخيماتها.
وأغلقت جرافات الاحتلال مدخل المخيم من جهة شارع المقاطعة بالسواتر الترابية، وجرفت شوارع المخيم وحاراته وأزقته، وأحدثت دمارا كبيرا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين، وقامت بتفجير غرفة في حي البلاونة وسط المخيم.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم طولكرم والمناطق المحيطة به منطقة عسكرية، ومنعت التجول فيها، خاصة مربعة حنون والربايعة والبلاونة، وتمركزت آلياتها عند مداخل المخيم.
كما فرضت قوات الاحتلال حصاراً على مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، واقتحمت ساحة قسم الطوارئ في المستشفى، وفتشت مركبات الإسعاف، واعتقلت أحد المصابين من داخل إحداها.
ولاحقت قوات الاحتلال مركبة إسعاف كانت تتنقل في مدينة طولكرم، وعرقلت عملها ومنعتها من التحرك، كما حاصرت مستشفى الإسراء التخصصي.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مخيم طولكرم، وداهمت مركز الإسعاف الطبي في المخيم، الذي تتواجد فيه جثامين القتلى، وعدد من الجرحى، واعتقلت 14 مسعفا وجريحا.
ويوميا؛ تشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشرقية، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين، بالتزامن مع اعتداءات متكررة للمستوطنين.
ويتزامن عدوان الاحتلال على مدن الضفة، مع اليوم الـ47 من حرب الاحتلال على قطاع غزة، والتي خلفت وفق آخر حصيلة رسمية 14128 قتيلا، بينهم 5840 طفلا، و3920 امرأة، إضافة إلى إصابة نحو أكثر من 33 ألف مواطن، أكثر من 75 بالمئة منهم من النساء والأطفال، عدا عن أعداد كبيرة ما زالت تحت ركام المنازل التي هدمها قصف طائرات الاحتلال.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث إنه يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب معاناة جسيمة لهم.
ويستدعي هذا العدوان الغاشم من الاحتلال الإسرائيلي؛ السعي لملاحقة الذين يقفون وراءه، وتقديمهم للعدالة، فالقتل غير المبرر للمدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية يشكل جريمة حرب تعرض مرتكبيها للمسائلة والمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.