دخلت حرب الإبادة في قطاع غزة يومها الـ700 دون أن تتوقف آلة القتل عن القصف الجوي والمدفعي للمدنيين العزل، مخلّفة القتلى والدمار في قطاع غزة، وسط صمت دولي مطبق، وعدوان لا يميز بين طفل وامرأة أو رجل، بل يطال كل ما يمكن أن يمثل الحياة في القطاع المحاصر.
ومع ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة؛ شنّ جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة تركزت على مدينة غزة، أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة عشرات آخرين.
وشهدت مناطق متعددة في المدينة استهدافاً مباشراً للمنازل والشقق السكنية وخيام النازحين الذين لا يجدون ملاذاً آمناً من نيران الحرب.
ففي عمارة أبو ظبي المقابلة لمستشفى الخدمة العامة؛ قُتل ثلاثة فلسطينيين جراء قصف شقة سكنية. فيما قُتل ثلاثة آخرون في شقة بشارع سوق اليرموك بحي الدرج.
وفي غرب القطاع؛ استهدفت مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين داخل الجامعة الإسلامية فقتلت أربعة، فيما قتلت مسيرة انتحارية امرأتين قرب جامعة الأزهر. أمّا في حي الرمال؛ فقد قضى فلسطينيان في قصف لشقة بعمارة الرؤيا قرب جمعية الشبان المسيحية.
ولم يقتصر الاستهداف على المساكن، بل طاول خيام النازحين في شارع الثورة قرب مسجد النور، ومبنى وزارة العمل الذي يأوي العشرات، وأسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين آخرين.
وفي حي الصبرة؛ أدى قصف من الطيران المروحي لعمارة سكنية إلى مقتل ثلاثة (زوجان وطفلة) وإصابة آخرين. كما استهدفت مسيرات إسرائيلية خيام نازحين بجوار مدرسة البراق في محيط شارع اللبابيدي وسط المدينة، ما أسفر عن إصابات عديدة.
وإلى جانب الغارات؛ واصل الاحتلال عمليات التدمير الممنهج عبر تفجير المنازل بالروبوتات المفخخة في بلدة جباليا وشمال شرق حي الشيخ رضوان، بالتزامن مع قصف مدفعي على الزيتون والصبرة، وإطلاق نار مباشر من طائرات “كواد كابتر” تجاه منازل المواطنين.
وفي وسط القطاع؛ قصف الاحتلال منزلاً لعائلة الدنف في دير البلح بعد إنذار بالإخلاء، بينما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مناطق جنوب ووسط خانيونس، دون الإعلان عن سقوط ضحايا.
ويمثل ما يجري في غزة جريمة جماعية مكتملة الأركان، تقوم على قتل المدنيين عمداً وحرمانهم من مقومات الحياة، وتدمير البنية السكانية بشكل واسع، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت حرب الاحتلال حصيلة مأساوية بلغت 64 ألفاً و231 قتيلاً، و161 ألفاً و583 جريحاً، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينياً بينهم 131 طفلاً.
إن التكرار الممنهج لاستهداف المدنيين وملاجئهم، وتدمير منازلهم، وتجويعهم حتى الموت، ليس إلا وجهاً صريحاً لسياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال في غزة، على مرأى من العالم وصمته.