بينما ترفض أن تعترف بالمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وتنقلها وسائل الإعلام بالبث الحي والمباشر؛ أقرت ألمانيا أخيراً بمجازر ارتكبتها قبل قرن من الزمان خلال فترة استعمارها لدولة ناميبيا.
واعترف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الجمعة، بارتكاب السلطات الألمانية “إبادة جماعية” بحق شعبي هيريرو وناما خلال فترة استعمارها لناميبيا قبل 100 عام من الآن، متعهدا بتقديم أكثر من مليار يورو لمساعدة هذا البلد الإفريقي على إقامة مشاريع تنموية.
وقال ماس إنه اعتباراً من الآن؛ سنصنف هذه الحوادث وبشكل رسمي بما هي عليه في منظور اليوم “إبادة جماعية”، مضيفاً أنه “على ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا؛ سنطلب الصفح من ناميبيا ومن أحفاد الضحايا” عن “الفظائع” التي ارتكبت بحقهم.
وكان ماس نفسه قد دافع في 16 مايو/أيار الجاري عن اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واصفا دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم بـ”الإرهاب”.
وكانت الخارجية الألمانية قد أعلنت الجمعة تخصيص 15 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية للمناطق الفلسطينية، ولكنها قبل ذلك بيوم واحد اعترضت على قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنشاء لجنة تحقيق في انتهاكات “إسرائيل” لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية.
ويثير إقرار ألمانيا بمجازرها التي ارتكبت قبل 100 عام، تساؤلات حول الأعوام التي يجب أن تتقادم على مجازر الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين حتى تقر برلين بها، وتقف بجانب الجهود المبذولة لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية على الصعيد الدولي، ووقف احتلال الأراضي الفلسطينية وما ينتج عنه من قتل واعتقال وتعذيب وتهجير.
وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي؛ تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، جراء اعتداءات “وحشية” إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح”، في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين، ثم انتقل التوتر إلى الضفة الغربية، وتحول إلى عدوان عسكري على قطاع غزة.
وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، 255 قتيلاً فلسطينياً، بينهم 66 طفلا، و39 سيدة، و17 مسنا، و5 من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى 1948 إصابة بجروح مختلفة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وتصاعد التوتر في قطاع غزة بشكل كبير بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في المباني والبنية التحتية، قبل بدء وقف لإطلاق النار، فجر 14 مايو/أيار.
وأسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي الوحشي على الضفة الغربية وما يعرف بأراضي الـ48، عن 279 قتيلاً، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، صنفت 90 منها على أنها “شديدة الخطورة”.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان قد قالت في بيان أن سكوت المجتمع الدولي على العدوان الإسرائيلي، والاكتفاء بوقف العنف ومساواة الضحية بالجلاد؛ يجعله شريكا في الجرائم الخطيرة التي ترتكبها آلة العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.