ما زال اليمن يعاني من ويلات الحرب الأهلية، وسط انهيار شبه تام في كافة قطاعاته تقريبا، وخاصة القطاع الصحي؛ تحت وطأة حرب مستمرة منذ أكثر من ستة أعوام.
ويتعرض أطفال اليمن لانتهاكات متعددة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، طالت أكثر من 30 ألف طفل، وفق جهات حقوقية محلية.
وتشمل الانتهاكات بحق الأطفال؛ القتل العمد، وتجنيد الأطفال وإجبارهم على المشاركة في الصراع، وحرمان الأطفال من الذهاب للمدارس، ومن تلقي الخدمات الطبية بشكل لائق.
وأظهرت الأرقام التي رصدت خلال الفترة 2014 – 2020 مقتل أكثر من 5700 طفل، كما تضاعفت خلال السنوات الأخيرة أعداد المواليد المشوهين خلقياً وحالات الوفاة، منها في بعض المناطق التي نالت القصف من قبل التحالف على مدن صنعاء، وصعدة، والحديدة، وعمران، وحجه، وتعز.
وارتفعت حالات العيوب الولادية الحية بنسبة 59 بالمئة، كما توفي 42 ألف مريض نتيجة الحصار، يشكل الأطفال نسبة 30 بالمئة منهم، إضافة إلى وجود 500 ألف طفل تحت خط الموت نتيجة سوء التغذية الحاد.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في مطلع أيار/مايو الماضي، أن الوضع الإنساني “يسقط من حافة هاوية” مع أكثر من 20 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدة إنسانية.
وأوضحت أن “من بين هؤلاء؛ يجوع أكثر من 16 مليونا من الرجال والنساء والأطفال هذا العام، وعشرات الآلاف من الأشخاص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة، وخمسة ملايين شخص على بُعد خطوة واحدة من المجاعة”.
وأشارت إلى أن العمليات الإغاثية في اليمن كانت تساعد 14 مليون شخص شهريا، وانخفض هذا العدد الآن إلى 10 ملايين شخص شهريا، على وجه الخصوص بسبب تخفيض التمويل.
وتشهد اليمن حرباً منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 14 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مراراً بوقف الحرب الدائرة في كل من سوريا واليمن، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على التحالف العسكري السوري والروسي، وأطراف النزاع في اليمن، لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، وأسفرت عن أكبر موجة لجوء يشهدها العالم.