أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سراح مراسلة شبكة الجزيرة القطرية في القدس، جيفارا البديري، بعد أن اعتقلتها لساعات واعتدت عليها إثر تغطيتها أحداث حي الشيخ جراح بالمدينة المحتلة.
وأكدت شبكة الجزيرة عبر حسابها في موقع “تويتر” أن سلطات الاحتلال أطلقت سراح البديري بعد اعتقالها لساعات من حي الشيخ الجراح، ونقلت عن البديري قولها: “اعتقالي كان استهدافاً مباشراً لجميع الصحفيين”.
وأضافت: “جنود الاحتلال لم يمهلوني أي وقت لإحضار هويتي وبدأوا بركلي ودفعي ثم تكبيلي، بالإضافة إلى أنهم تعاملوا معي في مقر الاحتجاز كما لو كنت مجرمة وليس كصحفية”.
وأظهر مقطع فيديو نشرته شبكة الجزيرة البديري وهي تسلم على زملائها وتعانقهم وتبكي بعد الإفراج عنها.
وأظهر مقطع فيديو آخر البديري وهي تخضع لعملية تجبير يدها جراء الاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال.
وجاء الإفراج عن البديري بعد أن شرط عليها الاحتلال عدم تواجدها في حي الشيخ جراح لمدة 15 يوماً، وفق تصريحات إعلامية للصحفية الفلسطينية كريستين ريناوي.
وقالت ريناوي إن مقاطع الفيديو المصورة أثبتت زيف وكذب قوات الاحتلال التي ادعت أن البديري اعتدت عليهم، بينما أظهرت التسجيلات أن البديري هي من اعتُدي عليها.
وكانت شبكة الجزيرة قد أدانت اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلية البديري، عقب الاعتداء عليها، وطالبت بالإفراج عنها، مشيرة إلى أن الاعتقال يأتي بعد أسبوعين من قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج الجلاء بغزة الذي يضم مكاتب الجزيرة.
وكان جنودا إسرائيليين اعتدوا على البديري والمصور الذي يعمل معها، قبل أن يتم اعتقالها بطريقة عنيفة، خلال تغطيتها اعتصاما في حي الشيخ جراح.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها قوات الاحتلال صحفيين يشاركون في تغطية اعتصامات “الشيخ جراح”، حيث اعتقلت قبل نحو 10 أيام صحفيين، إحداهما فتاة، واحتجزتهما خمسة أيام في السجون الإسرائيلية، قبل الإفراج عنهما.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد أكدت أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين لا تتوقف، حيث كان آخر هذه الجرائم الاعتداء على مراسلة الجزيرة جيفارا البديري ومن ثم اعتقالها كما تم الاعتداء على المصور نبيل مزاوي وتكسير الكاميرا.
وأضافت المنظمة في بيان، أن مقاطع الفيديو التي التقطت للحدث تثبت همجية قوات الاحتلال، وأن عملية الاعتداء على البديري ثم الاعتقال كانت ممنهجة ومتعمدة بهدف منع نقل حقيقة ما يجري من انتهاكات واعتداءات على سكان حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم.
وبينت المنظمة أن الشهود ومقاطع الفيديو تؤكد أن جيفارا تعرضت للضرب أثناء الاعتقال على أيدي قوات الاحتلال، كما أكد محاموها أنها تعرضت للضرب أثناء نقلها في سيارة الشرطة إلى مقر التحقيق.
وشددت المنظمة على ضرورة توفير الحماية للصحفيين في فلسطين في ضوء الاستهداف المنهجي الذي يتعرضون له لمنعهم من نقل حقيقة ما يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال من قهر وقمع وقتل واعتقال.
كما دعت المنظمة إلى ضرورة محاسبة كل الذين تورطوا في حادث الاعتداء على طاقم الجزيرة اليوم وكذلك ملاحقة كل الجرائم التي ارتكبت بحق الصحفيين فبدون محاسبة وملاحقة تجد قوات الاحتلال نفسها طليقة اليد لتفعل ما تشاء.