صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة الاعتقالات والإبعادات بحق المقدسيين في الفترة الأخيرة، في الوقت الذي تزايدت فيه اعتداءات المستوطنين عليهم.
وأظهرت إحصائيات حقوقية فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت 677 حالة اعتقال في مدينة القدس المحتلة، وأصدرت أكثر من 270 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والقدس القديمة خلال أيار/مايو الماضي.
وبينت أن من بين المعتقلين 116 قاصراً، منهم حوالي 20 حالة اعتقال لأطفال تتراوح أعمارهم بين 13-14 عاماً، إضافة إلى 32 من الإناث، بينهن 8 قاصرات.
وتوزعت الاعتقالات الميدانية بين المسجد الأقصى وأبوابه (117 حالة اعتقال)، وباب العامود والمناطق القريبة منه (138 حالة اعتقال)، ومن حي الشيخ جراح بتسجيل 79 حالة اعتقال، كما سجلت مئات حالات الاعتقال من البلدات والأحياء المختلفة.
وأشارت إلى أن المسجد الأقصى شهد مواجهات عنيفة على مدار أيام، وخاصة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، عشية “دعوات جماعات الهيكل المزعوم” لتنظيم اقتحامات جماعية فيما يسمى “يوم توحيد القدس”، وهي ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة.
وصعّد المستوطنون من اعتداءاتهم على المقدسيين وممتلكاتهم، وسُجلت العديد من الإصابات، بسبب استعمال المستوطنين لأسلحتهم وإطلاق الرصاص باتجاه الأهالي في حي الشيخ جراح وسلوان وشعفاط.
وضمن سياسة العقاب الجماعي ضد الأسرى والأسرى المحررين؛ قطعت سلطات الاحتلال حق “التأمين الوطني الصحي” عن 19 فلسطينياً وعائلاتهم، بينهم 3 أسرى في السجن وزوجة أسير فلسطيني، والبقية هم من الأسرى المحررين.
وحولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال أيار الماضي، 11 فلسطينياً للاعتقال الإداري بقرار من وزير الجيش الإسرائيلي، لفترة تتراوح بين 3-6 أشهر، ومن بينهم أسرى قطع عنهم التأمين الصحي.
ورصدت جهات حقوقية أكثر من 270 قرار إبعاد، منها إبعاد عن الأقصى والقدس والبلدة القديمة، ومنع دخول الضفة الغربية، ومنطقة باب العامود والشوارع المحاذية لها، ولفترات متفاوتة بين أسبوع حتى 6 أشهر، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال أبعدت العشرات من الشبان والفتيات الذين اعتقلوا من منطقة الشيخ جراح عن الحي، كما أبعدت عدداً من الشبان عن مناطق سكناهم “الطور، العيسوية، وجبل المكبر”.
وواصلت سلطات الاحتلال احتجاز جثامين خمسة قتلى مقدسيين في الثلاجات وهم: مصباح أبو صبيح منذ تشرين أول 2016، فادي القنبر منذ كانون ثاني 2017، وعزيز عويسات منذ أيار 2018، إضافة لشاهر أبو خديجة، وزهدي الطويل.
وشهد حي الشيخ جراح على مدار الشهر المنصرم، اعتصامات سلمية للمقدسيين بشكل يومي، رفضاً لقرارات الإخلاء التي تهدد العشرات من السكان بحجة “ملكية اليهود للأرض”، وقوبلت الاعتصامات بقمع قوات الاحتلال بالضرب والقنابل الصوتية ورش الغاز والمياه العادمة والتفريق بفرق الخيالة. كما شهد تنفيذ اعتقالات عشوائية، وإبعادات عن الحي، وصولاً إلى إغلاق مداخل الحي بالسواتر والحواجز الشرطية ثم وضع المكعبات الإسمنتية، ومنع الدخول إلا لسكان الحي.
وتُعد الاعتقالات المستمرة في القدس سياسة ممنهجة ومقصودة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى استنزاف المقدسيين وخلق واقع معيشي واقتصادي وأمني قاسٍ، يستهدف كل مناحي حياتهم، بحيث تصبح مهددة وغير مستقرة، لدفعهم إلى ترك منازلهم ومقدساتهم طواعية للاحتلال.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، مرارا، المجتمع الدولي بالتحرك من أجل كبح جماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب الانتهاكات المتعددة بحق الفلسطينيين، حيث لا توجد مؤشرات على أن تلك السلطات تنوي التراجع عن سياساتها، أو التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وشددت المنظمة على أن تأخر تحقيق العدالة للفلسطينيين، مع استمرار عدم جدية الخطوات المتخذة ضد “إسرائيل” لردعها؛ ساهم كثيراً في تشجعيها على ارتكاب مزيد من الانتهاكات التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني حتى الآن.