اقتحام مؤسسة صحية في البيرة
لم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الفلسطينيين بالقتل والاعتقال والتهجير في الضفة الغربية المحتلة، فانبرت إلى استهداف القطاع الصحي الذي يعالج المرضى ويقدم لهم الخدمات الطبية، ويضمد جراح المصابين برصاص الاحتلال واعتداءاته المتكررة.
وفي هذا السياق؛ اقتحم جيش الاحتلال الاسرائيلي، فجر الاربعاء، المقر الرئيسي لمؤسسة لجان العمل الصحي الفلسطينية في مدينة البيرة وسط الضفة، وألصق قراراً على مدخلها بإغلاقها ستة شهور قابلة للتجديد.
ووفق شهود عيان؛ نفذت قوات الاحتلال أعمال تخريب وخلع للأبواب، وتحطيم للنوافذ، وعبث بجميع المقتنيات بداخل المؤسسة، ومصادرة الحواسيب، ضمن حملة تفتيش دقيقة وتخريب لكافة أركان المؤسسة.
وأكدت مديرة المؤسسة شذى عودة في بيان، أن “جنود الاحتلال فجروا الباب الرئيسي للمؤسسة، وحطموا معظم محتوياتها، وصادروا أربعة حواسيب من مكاتب الموظفين”، موضحة أن قرار الاحتلال بالإغلاق يأتي تحت ذرائع أمنية واهية.
وبينت أن هذا الاقتحام هو الثاني للمؤسسة خلال الشهرين الماضيين، حيث داهمها الاحتلال في الثامن من آذار الماضي وصادر حينها 7 حواسيب، مضيفة أن المؤسسة ستواصل عملها حتى وإن اضطرت للبحث عن مكان آخر للعمل منه خلال الفترة المقبلة.
وفي السياق؛ اعتقلت قوات الاحتلال المسن فريد مرة من منزله بحي الطيرة، علما بأنه رئيس سابق لمجلس إدارة لجان العمل الصحي.
وتأسست مؤسسة لجان العمل الصحي الفلسطينية في مدينة البيرة في 1985، وتعمل على تقديم خدمات الرعاية الصحية لجميع شرائح المجتمع الفلسطيني ولاسيما الفقراء والمهمشين.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، مرارا، المجتمع الدولي بالتحرك من أجل كبح جماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب الانتهاكات المتعددة بحق الفلسطينيين، حيث لا توجد مؤشرات على أن تلك السلطات تنوي التراجع عن سياساتها، أو التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وشددت المنظمة على أن تأخر تحقيق العدالة للفلسطينيين، مع استمرار عدم جدية الخطوات المتخذة ضد “إسرائيل” لردعها؛ ساهم كثيراً في تشجعيها على ارتكاب مزيد من الانتهاكات التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني حتى الآن.