واصلت الشرطة الفلسطينية حملات اعتقال النشطاء الفلسطينيين المطالبين بمحاسبة قتلة الناشط نزار بنات (44 عاماً) الذي اغتالته قوة أمنية في 26 يونيو/حزيران الماضي في مدينة الخليل جنوبي الضفة.
ووفق شهود عيان؛ فإن الشرطة ألقت القبض على ستة نشطاء في ميدان المنارة بمدينة رام الله، قبيل بدء وقفة منددة بمقتل “بنات”.
وأكد الشهود أن قوة شرطية قد أغلقت ميدان المنارة، وأوقفت النشطاء فور وصولهم، ومنعت إقامة أي وقفات.
وفي وقت لاحق؛ قال شهود عيان إن الأمن الفلسطيني اعتقل عددا آخر من النشطاء بعد الاعتداء عليهم بالضرب والسحل خلال وقفة أمام مقر الشرطة الفلسطينية، تطالب بالإفراج عن المعتقلين، ليصل مجمل الاعتقالات -منذ مقتل نزار بنات- إلى 20 مواطناً.
وأفرجت الأجهزة الأمنية عن بعض المعتقلين، منهم المرشحة للمجلس التشريعي الفلسطيني، إسلام الفايز، التي قالت عقب الإفراج عنها: “حضرت للوقوف مع هند التي كانت تهتف “لا للاعتقال السياسي” ولاحقاً توافد أهالي المعتقلين، ثم حضرت قوة من الشرطة وطلبت إخلاء المكان.
وأضافت “الشرطة اعتدت علينا، وضربت عدداً من المتظاهرين بينهم نساء مثل المحامية ديالا عايش، والأسيرة المحررة ميس أبو غوش، كما ورشت غاز الفلفل على وجوههم”.
وتابعت: “بعد الاعتقالات حضر ضابط وطلب مني التوجه معه إلى المقر، وقال لي إنني موقوفة، وداخل المقر شاهدت الضباط يعتدون على الشباب بالهراوات”، وأشارت إلى الاعتداء الذي تعرض له الصحفي عقيل عواودة، والأسير المحرر هيثم سياج، وباسل مرعي.
وتابعت: “طلبوا منا التوقيع على تعهد، فقلنا لهم إنه يجب أن نطلع على الصيغة، لكنهم رفضوا ذلك، ونحن في المقابل لم نقبل التوقيع على تعهد، فأعادونا للنظارة واحتجزونا لفترة، قبل أن يتم الإفراج عنا دون التوقيع على التعهد”.
في السياق ذاته؛ اعتقلت أجهزة أمن السلطة، فجر الثلاثاء، مراسل التلفزيون العربي في رام الله، عميد شحادة، بعد مغادرته مكان اعتصام أهالي المعتقلين أمام مقر شرطة البالوع في البيرة.
وذكرت مصادر محلية كانت ترافق شحادة قبيل اعتقاله، أن “عناصر من الشرطة لحقوا بالمراسل الصحفي بعد مغادرته مكان الاعتصام وقاموا باعتقاله دون أي مذكرات اعتقال رسمية بالأمر”.
بدورها؛ نددت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة باستمرار الأجهزة الأمنية والشرطية بالاعتداءات العنيفة والاعتقالات لعدد من الصحفيين ومصادرة معدات بعضهم.
ودعت النقابة في بيان لها كافة الصحفيين الفلسطينيين إلى الإضراب والتوقف عن العمل والاعتصام أمام مقار عملهم ووسائل الإعلام التي يعملون بها، مطالبة وسائل الاعلام الفلسطينية في الضفة وغزة والخارج بالتوقف عن العمل والبث، من الساعة 12 حتى الساعة 1 من بعد ظهر الثلاثاء.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد طالبت الأربعاء الماضي، الاتحاد الأوروبي ودولاً أخرى بوقف كل أشكال الدعم للسلطة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص الدعم المقدم لأجهزة الأمن التي تستخدم المعدات الأوروبية في قمع الوقفات الاحتجاجية السلمية.
وأضافت في بيان: “آن الأوان لملاحقة ومحاسبة المسؤولين في السلطة، بدءا من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء ومسؤولي الأجهزة الأمنية، وعلى رأسهم ماجد فرج وزياد هب الريح”.