أكد نشطاء سعوديون وفاة الداعية السعودي موسى القرني الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول داخل مقر احتجازه في سجن ذهبان في مدينة جدة غرب المملكة العربية السعودية، وهو مقر المعروف بسوء سمعته ووحشية أوضاع الاحتجاز بداخله، والمعاملة السيئة التي يتلقاها المعتقلين، لاسيما السياسيين منهم، من قبل أفراد الأمن.
القرني قضى الفترة الأكبر من احتجازه وهو رهن الحبس الانفرادي، إمعاناً في التنكيل به، وفي كل السجون التي تنقل بينها -مثل الحائر وذهبان- كان يُحبس في زنازين بلا فرش وفي درجات حرارة شديدة البرودة والسخونة، بالإضافة إلى تعريضه لتعذيب بدني شديد أدى لنقله إلى المستشفى.
معاناة القرني بدأت عام 2006 حين تقدم مع ثلاثة آخرين بلائحة إلى الملك عبد الله -العاهل السعودي آنذاك- تتكون من عدة بنود تتعلق بالحرية والعدالة والمساواة والتعددية والديموقراطية وأهمية دور المرأة في المجتمع، ليتم اعتقاله بعد ذلك بعام واحد، تحديداً في فبراير/شباط 2007 مع مجموعة مكونة من تسع أفراد، وتم الزج بهم في القضية التي عُرفت فيما بعد بـ “خلية الاستراحة” أو “إصلاحيو جدة”.
بعد ثلاثة أعوام من الاحتجاز دون محاكمة، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة على أعضاء المجموعة بالسجن لفترات طويلة وغرامات مالية والمنع من السفر، وقد حُكم على القرني بالسجن لمدة 20 عاماً، في محاكمة افتقرت إلى أدنى معايير المحاكمة العادلة، وحُرم فيها المعتقلون من التمثيل القانوني أو الدفاع عن أنفسهم.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد طالبت المجتمع الدولي بإظهار موقف حازم رافض لانتهاكات النظام السعودي الذي يسعى بكل السبل إلى تبييض صفحة انتهاكاته، ونبذ هذا النظام المسؤول عن ارتكاب أبشع الانتهاكات بحق المعارضين السعوديين، ومئات الآلاف من المدنيين في اليمن، دون أن يتعرض لأي نوع من أنواع العقاب.