قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن المدنيين اليمنيين يواجهون الموت في مديرية العبدية بعد سقوطها في يد جماعة الحوثي التي تشن هجمات انتقامية تستهدف الأفراد والبنية التحية للمديرية، بالإضافة إلى منع وصول الإمدادات الإغاثية.
وأضافت المنظمة أن جماعة الحوثي -أحد أطراف النزاع اليمني الدائر منذ سبع سنوات- قامت بالاستيلاء على مديرية العبدية في محافظ مأرب وسط اليمن -الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول- بعد حصار استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، حرمت خلاله 35 ألف مواطناً من الإمدادات الغذائية والعلاجية الضرورية.
وإثر تمكن الجماعة من المديرية نفذت العديد من الأعمال الانتقامية ضد السكان، حيث قامت بعزل القرى والمناطق التي سيطرت عليها بعد قصف أبراج الاتصالات وقطع الطرق المؤدّية لتلك المناطق، كما قامت بحرق وتفجير بعض المنازل في قرية “الحرق”.
وبينت المنظمة أن الميليشيات المسلحة -المدعومة من إيران- قاموا أيضاً باعتقال عدد كبير من الرجال والشباب والأطفال، بالإضافة إلى نهب معظم المنازل في قرية الغول، وإجبار النساء والأطفال على ترك منازلهم، وأفاد سكان محليون أن الجماعة قتلت الطفل “محمد ناصر” 12 عامًا” أمام أهله، كما نفذت المليشيات عدة مداهمات لمنازل المواطنين في مديرية قرية الشريحية، وفرضت حصاراً على قرية ” القرية”.
ومنذ العام 2015 أدى الصراع بين التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثي المسلحة إلى جرائم خطيرة ترتقي لجرائم حرب، حيث قُتل وأصيب عشرات الآلاف من المدنيين، خلال غارات عشوائية، وعمليات اغتيال وإعدام خارج إطار القانون، وتعرض المواطنين للاختفاء القسري والتعذيب، وقامت القوات المتصارعة بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وجددت المنظمة مطالبتها للمجتمع الدولي والأنظمة المختلفة بالتدخل لوضع حد لممارسات الحوثيين الانتقامية، وبشكل عام العمل بشكل فعال على إنهاء الحرب الدامية التي حولت اليمن إلى كومة من الرماد، مخلفة أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث.