باتت الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين الستة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مقلقة وخطيرة للغاية، وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وفي التفاصيل؛ لم يعد بمقدور الأسير علاء الاعرج (مضرب منذ 82 يوماً) الوقوف على أرجله بتاتاً منذ أكثر من شهر، وفقد 20 كيلو من وزنه، ويواجه صعوبة في النطق، كما يعاني من آلام في البطن والصدر، وعدم وضوح في الرؤية، ووجع شديد في منطقة الكلى.
أما الأسير شادي أبو عكر، المضرب منذ 65 يوماً، فيعاني نقصاً حاداً في الفيتامينات أدى إلى تدهور وضعه الصحي، كما يشتكي من ضرر كبير في شبكة العينين، ويعاني من أوجاع في جميع أنحاء جسده، ويفقد توازنه، ما أجبره على التنقل بكرسي متحرك.
وفيما يخص الأسير هشام أبو هواش، المضرب منذ 73 يوماً؛ فإن وضعه الصحي يزداد خطورة أيضاً، إذ يعاني من نقص حاد بالبوتاسيوم، وآلام شديدة في الكبد والقلب، ولا يستطيع النوم من شدة الأوجاع بكافة أنحاء جسده، ويتنقل على كرسي متحرك، بالإضافة إلى معاناته جراء التقيؤ المستمر.
ويعاني الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 106 أيام على التوالي، من وضع صحي خطير، وهو محتجز حالياً في مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، وقد جمّدت مخابرات الاحتلال اعتقاله الإداري في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري؛ بهدف إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال والمخابرات “الشاباك” عن مصيره وتحويله إلى معتقل “غير رسمي” في المستشفى، ويبقى تحت حراسة “أمن” المستشفى بدلاً من حراسة السّجانين.
وأما الأسير مقداد القواسمي المضرب منذ 99 على التوالي؛ فهو محتجز في العناية المكثّفة بمستشفى “كابلان” بوضع صحي شديد الخطورة، وكانت التقارير الطبية الصادرة عن الأطباء في المستشفى قد أكّدت أنه يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، وأن الأعراض الظاهرة عليه تشير إلى تراجع في الجهاز العصبي، ما قد يصيب الدماغ بأضرار جسيمة.
ويعاني الأسير عيّاد الهريمي من تراجع وضعه الصحي بعد 35 يوماً من الإضراب، فهو مصاب بالتهاب في الرئة، ويعاني رجفة ووجعاً في الرأس، وألماً في المفاصل، ودواراً مفاجئاً، وآلاماً في أنحاء جسده، ولا يستطيع السير جيدًا. وهو حالياً محتجز في زنازين “عوفر”.
وإضافة إلى الأسرى الستة؛ يضرب الأسير راتب حريبات عن الطعام منذ (19) يوماً، تضامناً مع الأسرى المضربين احتجاجاً على الاعتقال الإداري.
ويعرف الاعتقال الإداري بكونه اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على ملف سري لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليه، ويمكن حسب الأوامر العسكرية للاحتلال تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات غير محدودة، حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها ستة شهور قابلة للتجديد.
وتعتقل “إسرائيل” في سجونها نحو أربعة آلاف و850 أسيرا، بينهم 41 أسيرة و225 طفلا و550 معتقلا إداريا، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى الفلسطينيين.
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الخميس الماضي، إلى إطلاق حملة تضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، “من أجل إيصال صوت الأسرى ومحنتهم إلى العالم أجمع، والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن الأسرى المضربين والاستجابة لكافة مطالبهم وضمان حصولهم على كافة حقوقهم”.