يواصل الإهمال الطبي الذي تمارسه السلطات في مصر، حصد مزيد من أرواح معتقلي الرأي، الذين يتعرضون لظروف احتجاز غير آدمية.
فبعد 52 يوماً من الإفراج عنه مصاباً بفيروس كورونا؛ توفي أمس الأول الخميس، المعتقل السابق عبدالباسط السيد هلال، بعد صراع مع المرض الذي تسببت به ظروف الاحتجاز السيئة.
وأصيب هلال في معتقله بفيروس كورونا، في الوقت الذي كان يعاني فيه من جلطة في المخ، حيث تعرض حينها للحرمان من العلاج والرعاية الطبية، رغم كبر سنه، وبعد تردي حالته الصحية أفرجت السلطات المصرية عنه، ليلقى حتفه بعد ذلك بنحو الشهرين.
و”هلال” مهندس متقاعد من قرية سلمنت مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، وكان قد اعتقل للمرة الأولى في 2014 لمدة سنة ونصف، واعتقل للمرة الثانية في 2020 لمدة سنة، حيث منعت السلطات حينها عنه الدواء إلى أن أخلي سبيله.
ولـ”هلال” ابنان مهندسان معتقلا رأي منذ مايو/أيار 2015، ومحكومان بأحكام عسكرية، وكانت النيابة قد أصدرت قراراً بالتحفظ على أمواله وممتلكاته في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
والأربعاء الفائت؛ توفي المحامي المعتقل محمد سلمي (55 عاماً) بمستشفى سجن جمصة، بعد تعرضه للإهمال الطبي المتعمد.
وكان سلمي يعاني من تليف حاد بالكلى، ما يجعله محتاجاً إلى علاج منتظم، ولكن إدارة السجن منعته من العلاج، وحرمته الرعاية الطبية اللازمة، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير، حيث توقفت الكلية اليمنى عن العمل، وتضررت الكلية اليسرى، وتضخم الطحال، ما زاد من معاناته، حتى لقي حتفه.
و”سلمي” معتقل منذ عام 2014، حيث يقضي حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً في القضية المعروفة بـ”حرق مجمع محاكم الإسماعيلية” عقب مذبحتي رابعة والنهضة اللتين ارتكبتهما القوات المسلحة.
وتجدر الإشارة إلى أن “سلمي” هو المعتقل الثالث في القضية 345/135 لسنة 2014 جنايات كلي عسكرية الإسماعيلية، الذي يُتوفى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث توفي قبله بالسبب ذاته كل من: المعلم مسعد البعلي في 9 مارس/آذار 2020 بسجن وادي النطرون، والأستاذ الجامعي سعيد أبو زيد في 30 يوليو 2020 بمعهد الكبد بشبين الكوم.
وبوفاة “سلمي” يبلغ عدد الضحايا في السجون المصرية منذ بدء العام الحالي 40 ضحية، أكثرهم قضوا جراء تعرضهم للإهمال الطبي المتزامن مع ظروف اعتقال سيئة، ما رفع العدد الإجمالي للضحايا منذ يوليو/تموز 2013 إلى 907 ضحايا.
ومنذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين، إذ ألقت القبض على الآلاف في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، أدين العديد منهم وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.