دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الدونمات المزروعة بالقمح، من أجل تنفيذ مناورات وتدريبات عسكرية في منطقة الأغوار، في حين قام بتسميم الحقول الزراعية في قطاع غزة عبر الطائرات من الجو.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلي، التي قالت إنه “في الوقت الذي تصاعد فيه دخان أبيض من الطابون؛ كان هناك دخان أسود تصاعد من جرافة عسكرية إسرائيلية، دمرت حقول القمح في خربة إبزيق شمال غور الأردن، إنها خيبة أمل نموذجية”.
وأضافت: “فلاحون فقراء، يعيشون بدون كهرباء وماء، جلسوا هناك في برد الغور، وهم يرسلون نظراتهم الحزينة نحو الآلة المدمرة التي داست في هذا الصباح حقولهم ودمرتها، علمًا بأنهم حرثوها وزرعوها في ظروف لا تصدق”.
ولفتت إلى أنه “كل بضعة أسابيع، يأتي الجيش الإسرائيلي ويدمر لهم الخيام ويصادر التراكتورات والسيارات، ويدمر الألواح الشمسية وخزانات المياه ويطردهم مدة يوم أو يومين إلى حين انتهاء التدريب في حقولهم، هنا لا توجد أي مقاومة، هؤلاء هم أضعف الضعفاء، هدفهم استخراج الخبز من هذه الأرض الجيدة هنا”، حسب تعبير الصحيفة.
وأوضحت أن “ما حدث الاثنين الماضي لم يسبق له مثيل، مئات الدونمات سحقت تحت سلاسل جرافات الجيش الإسرائيلي، حقول إنتاجية تحولت لحقول دبابات، والأرض الخصبة تحولت لساحة تدريب، أكثر من 500 دونم حرثت وزرعت وبوادر الزرع ظهرت وأخضرت، دمرت بشكل كامل، لقد تكدست الأرض لتصبح منحدرات للدبابات”.
وبينت أن “المشهد صعب للغاية، الجرافات سارت ذهابًا وإيابًا وهي تسحق الزرع، مدمرة كل بوادر المحاصيل، إنها مهمة حقيرة، لقد احتفل أحد ضباط الجيش بعيد ميلاد ابنه، فالجنود لا يخجلون من أفعالهم، لقد مزقت السلاسل الحديدية الأرض وسحقت حتى صهريج مياه”.
وتساءلت: “ما الذي سيقوله هؤلاء الجنود لعائلاتهم عندما يعودون إلى البيت من تلك المهمة؟، هل سيقولون بأنه مر عليهم يوم جيد وأنهم ساهموا في أمن إسرائيل عندما دمروا المحاصيل؟”.
وأضافت “هآرتس”، أن “إسرائيل” تمنع سكان خربة “إبزيق” من اقتناء السيارات، وتقوم بالاستيلاء عليها، إلى جانب الاستيلاء على معداتهم الزراعية.
وتابعت: “حتى وأنت تسير في تلك الطريق المدهشة يمكن رؤية الدمار الذي لحق بتلك الحقول بسبب دبابات الجيش الإسرائيلي، وكلما اقتربنا نحو خيمة أبناء عائلة تركمان، المشهد يصبح أكثر قسوة وصعوبة، فهنا الدبابات تكوّم الأرض المزروعة من أجل بناء خنادق للدبابات التي ستأتي في الليل، وكفة الجرافة تكوّم سواتر تستخدمها الدبابة في التدريب الليلي، وفي حدود قطاع غزة الجيش الاسرائيلي يسمم الحقول من الجو، وفي حدود الغور هو يسحقها”.
ولفتت الصحيفة إلى أن السكان الفلسطينيين لديهم نحو 800 رأس من الأغنام، وزراعة تلك الحقول كانت بهدف إنبات الأعلاف للمواشي.
وقالت إنه “من أصعب المشاهد؛ رؤية الألواح الشمسية المحطمة، وهي مصدر الكهرباء الوحيد للسكان هنا، حيث لا توجد هنا مياه ولا كهرباء، وماذا بعد، هم سيبقون هنا والقمح سينبت مرة أخرى”.
وأكدت أن الأراضي الواسعة التي تم تجريفها، هي ملكية خاصة لعائلات فلسطينية من طوباس، وعائلة محمد تركمان (58 عاما) وابن عمه عادل تركمان (46 عاما) يعيشون هنا، ويقومون بفلاحة هذه الأرض، حيث تقع ضمن الأراضي المصنفة “ج” التي لا تسمح إسرائيل للفلسطينيين بالبناء فيها.
وبيّنت الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي وزع بتاريخ 5 كانون الأول/ ديسمبر الماضي أوامر إبعاد وإخلاء مؤقت من أجل تنفيذ تدريبات عسكرية، وفي 27 من الشهر ذاته طُلب منهم المغادرة في يوم شديد البرودة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنها “وجهت سؤالًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حول ما إذا كان الجيش يتصرف هكذا أيضًا في حقول الإسرائيليين، لكن المتحدث تجاهل السؤال كليا”.