في الوقت التي تنفق فيه الحكومة السعودية مليارات الدولارات على فعاليات ترفيهية كبرى في سبيل رسم صورة جديدة منفتحة للمملكة، وتبييض سجلها الحقوقي المتخم بالانتهاكات، تستمر أجهزة الأمن السعودية في ارتكاب انتهاكات منهجية جسيمة بحق المعارضين وعائلاتهم، حيث اعتُقل المواطن السعودي أحمد عبد الناصر الحويطي الخميس 01 أكتوبر/تشرين الأول من داخل جامعة الأمير فهد بن سلطان في تبوك التي يدرس بها.
لم تفصح جهات الأمن بحسب نشطاء حتى الآن عن أي مبرر قانوني لاحتجاز أحمد عبد الناصر الحويطي إلا أن الممارسات السابقة لتلك الجهات تشير إلى أن اعتقاله أتى على خلفية قرابته للمواطن ابن شقيق ـ عبد الرحيم الحويطي الذي قتلته القوات السعودية في أبريل/نيسان 2020 بعد اعتراضه على تنفيذ قرار الإخلاء والهدم لمنزله من أجل إقامة مشروع مدينة نيوم، والذي وثق اعتراضه في مقاطع مصورة قبل مقتله بساعات حظيت بانتشار واسع.
أحمد الحويطي أرسل رسالة صوتية لوالده -انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي- قبل اعتقاله بفترة وجيزة أخبره فيها أن قوات من الأمن السعودي تقوم بتطويق الجامعة لأسباب غير معلومة، ثم انقطع اتصاله بعائلته تماما، ومن ثم رفضت السلطات الإعلان عن مبرر أو مكان اعتقاله حتى الآن.
نشطاء من عائلة الحويطي أفادوا بأنه منذ واقعة اغتيال عبد الرحيم الحويطي بلغ عدد المعتقلين من العائلة 14 معتقلا، أُطلق سراح ثلاثة منهم بينما استمر احتجاز الباقين دون أن توجه لهم السلطات أي اتهام أو تعرضهم على أي جهة قضائية حتى الآن.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تؤكد أن النظام السعودي ماض في نهجه القمعي دون توقف، مستخدما كافة الأدوات اللاأخلاقية في سبيله لإرهاب المعارضة، وتكميم الأفواه، وخنق حرية الرأي والتعبير، وبينما يفاخر ولي العهد السعودي بن سلمان بانفتاح المملكة، فإن السجون السعودية مكتظة بالمفكرين والعلماء والمثقفين والنشطاء، ومازال قتلة خاشقجي مفلتون من العقاب.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف أخلاقي واضح حيال ممارسات وانتهاكات النظام السعودي، حيث يمثل التعاون الدبلوماسي والعسكري مع هذا النظام، اشتراكا في كل جرائمه، ودعما له لارتكاب مزيد من الانتهاكات الوحشية.