والدة أحد المعتقلين: ابني يواجه الموت وأنا عاجزة عن فعل أي شيء
تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا استغاثات جديدة من معتقلين وذوي معتقلين في سجن الوثبة الإماراتي في أبو ظبي ـ تصف المعاناة التي يتعرض لها المحتجزون داخل السجن، بعد تفشي فيروس كورونا في ظل امتناع الجهات المسؤولة في السجن عن توفير الرعاية اللازمة للمصابين أو الحد من وصول الوباء إلى المزيد من السجناء.
في شكواها للمنظمة قالت عائلة المعتقل الأردني بسجن الوثبة بهاء مطر (39 عاماً) “بتاريخ 21 مايو/أيار الماضي اتصل بنا بهاء من داخل مقر احتجازه في سجن الوثبة وأكد ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا عليه، حيث بدأ يشعر بضعف شديد في جسمه وصداع مستمر مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة وضيق في التنفس، وعلى الرغم من ذلك، لم يتم عزله عن بقية المحتجزين، كما لم يتم تقديم أية أدوية تناسب حالته على الرغم من تدهور حالته الصحية بشكل عام حيث يعاني من أمراض بالقولون العصبي وعدد من أمراض الجهاز التنفسي والتي تضاعف من معاناته نتيجة إصابته بالفايروس”.
وفي شكوى عائلة المعتقل الأردني ماهر أبو شوارب (39 عاماً) قالت أن “الإصابات بفيروس كورونا في تزايد مستمر داخل السجن حيث لا توجد أي رعاية طبية أو ظروف مناسبة للتعامل مع الفيروس، بالإضافة إلى مخالطة المعتقلين الذين تم التأكد من إصابتهم، ما أسفر عن ظهور أعراض المرض من صداع وضيق في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة على أغلب المعتقلين دون أي إجراء وقائي يُذكر من إدارة السجن”.
وفي شكوى لعائلة المعتقل أ . ك، أنه “اتصل نجلي بنا أواخر شهر مايو/أيار وأخبرنا أن حالته الصحية في تدهور مستمر منذ منتصف الشهر، وأنه أصيب بفيروس كورونا حيث فقد حاسة الشم والتذوق، وأن حرارته آخذة في الارتفاع مع صعوبة في التنفس وآلام في الجسم، وفي المقابل تتعامل إدارة السجن بإهمال جسيم مع حالته، حيث ترفض توفير أي أدوات للرعاية الطبية أو التنظيف ما يساهم في تفاقم تفشي الوباء داخل السجن، ابني يواجه الموت وأنا عاجزة عن فعل أي شيء، ولا يوجد أي جهة قضائية أو أمنية في الإمارات تستجيب لاستغاثاتنا، هو معتقل بسبب قضية رأي دون وجود أي دليل على إدانته، ولم يُمنح أي فرصة لمحاكمة عادلة، لماذا يسلموه للموت؟؟”.
وتلقت المنظمة رسالة صوتية من عائلة الشقيقين الأردنيين، عبد الله وياسر أبو بكر، المحتجزين داخل سجن الوثبة، عبر فيها الشقيقان عن المعاناة التي يلاقينها داخل السجن بسبب سوء أوضاع الاحتجاز، وبعدهم عن عائلاتهم وأبنائهم، خاصة بعد انتشار مقطع مصور للطفلة تاليا ابنة المعتقل ياسر، وهي تبكي متأثرة بحرمانها من والدها التي لم تره قط، حيث اعتُقل قبل خمس سنوات بينما كان عمرها ستة أشهر فقط.
وفي مقطع صوتي آخر أرسل المعتقل عبد الله أبو بكر تحياته لكل من ساهم في تبني قضية المعتقلين المهددين بالموت في سجن الوثبة، وناشد النشطاء ومنظمات حقوق الإنسان بإيصال صوتهم إلى كافة الجهات المعنية وعرض قضيتهم على مجلس النواب الأردني مطالباً إياه بالتدخل العاجل للضغط على السلطات الإماراتية للإفراج الفوري عنهم وإعادتهم إلى بلادهم.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تدعو المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين ووسائل الإعلام والنشطاء والمدونين، إلى التفاعل مع قضايا المعتقلين في سجن الوثبة الإماراتي، وتشكيل رأي عام ضاغط على النظام الإماراتي للإفراج عن معتقلي الرأي، واتباع تدابير الحماية والوقاية لإنقاذ كافة المحتجزين.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تحمل السلطات الإماراتية مسؤولية سلامة صحة وحياة المعتقلين بسجن الوثبة، وكافة السجون الإماراتية، كون السجناء لا يملكون أي وسيلة لحماية أنفسهم او اتباع تدابير الوقاية والعلاج من الوباء، وتطالب المنظمة بإطلاق سراح معتقلي الرأي وكل من تم احتجازه بناء على محاكمات غير عادلة، وتوفير الخدمات الصحية والبيئة الملائمة للوقاية والعلاج للمحتجزين المصابين وفقاً للمعايير الصحية اللازمة.