دعت اليونسكو، ومفوضية حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق وافٍ في اغتيال مراسلة قناة الجزيرة القطرية، الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مدينة جنين في الضفة الغربية بفلسطين صباح أمس الأربعاء.
ووفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة؛ قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في بيان: “أدين مقتل شيرين أبو عاقلة، فقتل عامل في المجال الصحفي يحمل بوضوح اشارة الصحافة، في منطقة نزاع، هو انتهاك للقانون الدولي، داعية السلطات المعنية إلى التحقيق في هذه الجريمة ومقاضاة المسؤولين عنها.
من جانبه؛ أعرب مكتب المفوض السامية لحقوق الإنسان، عن الجزع إزاء مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين بفلسطين.
وذكر في تغريدة على موقعه الخاص في موقع تويتر، أن “مكتبه موجود في الميدان ويتحقق من الحقائق”، كما حث “على إجراء تحقيق مستقل وشفاف” في مقتل الصحافية الفلسطينية، قائلا: “يجب إنهاء الإفلات من العقاب”.
وأشار بيان صادر عن الدكتور لؤي شبانه، مدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان طالب مراراً بضرورة حماية كافة المدنيين خلال أية عمليات عدائية أو نزاع وبخاصة التحييد الكامل وغير المشروط للنساء والفتيات والفئات الأكثر ضعفاً.
وقال: “أوقفوا قتل النساء.. إن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تأدية واجبها في نقل المعلومات وضمان وصولها؛ هو دليل إضافي على الأخطار التي تتهدد المدنيين الفلسطينيين وخاصة النساء والفتيات”.
وأشار البيان أيضاً إلى مقتل السيدة غادة سباتين، الأرملة في عقدها الرابع من عمرها، وهي أم لستة أطفال، أثناء سيرها على المدخل الشرقي لقرية حوسان بمحافظة بيت لحم، الشهر الماضي، بالإضافة إلى الطالبة في الثانوية العامة، حنان خضور، من قرية فقوعة بمحافظة جنين، والتي فارقت الحياة متأثرة بجراحها بسبب رصاصات اخترقت جسدها على مدخل قريتها.
وشدد شبانة على ضرورة “ضمان اتخاذ كافة الإجراءات وتوفير كافة الضمانات لحماية المدنيين وخاصة النساء والفتيات”.
وأدان كل من المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، ومنسقة الشؤون الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في جنين بالضفة الغربية المحتلة خلال تغطيتها للأحداث الجارية هناك.
ودعا الاتحاد الأوروبي ووينسلاند، إلى إجراء تحقيق “مستقل” بعد مقتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بيان، عن “صدمتها من مقتل مراسلة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين. وعن أعمق التعازي لأسرتها وندعو إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة”.
وأكدت البعثة “ضرورة ضمان سلامة وحماية الصحفيين الذين يغطون النزاعات”.
ونقلت وكالة يورونيوز الأوروبية، عن بيتر ستانو، المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي، جوزيب بوريل، قوله في بيان، إنه “لا بد من أن يوضح تحقيق معمق ومستقل في أسرع وقت كل ظروف هذه الحوادث وأن يحال المسؤولون عنها أمام القضاء”.
من جانبه؛ عبر الصليب الأحمر الدولي عن صدمته لخبر مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، ودعا إلى توضيح التفاصيل الدقيقة لهذه الأحداث المأساوية.
وشدد الصليب الأحمر على تمتع الإعلاميين العاملين في مناطق النزاعات المسلحة بالحقوق والحماية بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي سياق التنديد بقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة؛ قالت منظمة مراسلون بلا حدود: إن مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة يشكّل “انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف التي تنص على حماية المدنيين، ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 بشأن حماية الصحفيين”.
وبدوره؛ تعهد الاتحاد الدولي للصحفيين، بإحالة قضية مقتل الصحفية الفلسطينية مراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، إلى المحكمة الجنائية الدولية لتسليط الضوء على “الاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين”.
جاء ذلك في بيان للاتحاد (مقره باريس) نشر علي موقعه الإلكتروني، للتنديد بمقتل أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ونقل البيان عن أمين عام الاتحاد، أنتوني بيلانجر قوله: “بينما تظهر واحدة تلو الأخرى التفاصيل الكاملة لهذه الجريمة المروعة، فإن شهادات الصحفيين الذين كانوا معها (أبو عاقلة) عندما قُتلت تشير إلى أنه استهداف متعمد ومنهجي”.
وشدد على أن أبو عاقلة والصحفيين المرافقين لها كانوا يرتدون “سترات وخوذ الصحفيين” ورغم ذلك “استهدفت من قبل قناصة إسرائيليين”.
وأضاف: “لم تكن (أبو عاقلة) بجانب المتظاهرين ولم تكن تشكل تهديدا، لقد تم استهدافها لمنعها من الشهادة وقول الحقيقة حول العملية الإسرائيلية في جنين”.
وتابع: “سنسعى إلى إضافة هذه القضية إلى شكوى المحكمة الجنائية الدولية التي قدمها الاتحاد الدولي للصحفيين، والتي توضح بالتفصيل مثل هذا الاستهداف الممنهج”.
وأشار إلى أن إحالة قضية مقتل أبو عاقلة للجنائية الدولية “تأتي في إطار جهود حثيثة من الاتحاد الدولي للصحفيين لمحاسبة المسؤولين الروس المتورطين حاليا في انتهاكات ضد صحفيين بينما يقومون بعملهم لتغطية الحرب في أوكرانيا”.
من جهته؛ طالب المعهد الدولي للصحافة بإجراء تحقيق “فوري وحيادي وشامل” بمشاركة مؤسسات دولية في مقتل الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلال أدائها واجبها في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، ومحاسبة المسؤولين.
جاء ذلك على لسان مديرة المعهد باربرا تريونفي، في بيان أكد أن “أبو عاقلة قتلت خلال عملية للجيش الاسرائيلي رغم ارتدائها خوذة وسترة مكتوب عليها صحافة”.
ونقل البيان عن تريونفي قولها: “روايات أولئك الذين كانوا مع شيرين أبو عاقلة، وأفادوا بأن الجيش الإسرائيلي مسؤول عن إطلاق النار على مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين مروعة للغاية”.
وأشارت إلى أن “هذه الحادثة لن تكون هجومًا مروعًا ضد الصحافة فحسب، وإنما بمثابة جريمة حرب”.
وأضافت: “ما يجب القيام به الآن هو تحقيق فوري وحيادي ومستقل في مقتل أبو عاقلة، بمشاركة مؤسسات دولية، من أجل الكشف بالضبط عما حدث وتحديد المسؤولين، ومحاسبتهم”.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، إثر إصابتها برصاصة أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها اقتحام حي الجابريات، القريب من مخيم جنين (شمال الضفة).
وفي الاعتداء الإسرائيلي ذاته؛ أصيب الصحفي علي سمودي برصاص جيش الاحتلال في ظهره، ووصفت إصابته بالمستقرة.
يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وطيلة ربع قرن كانت في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.