يُتمّ الصحفي المصري في قناة الجزيرة هشام عبدالعزيز، اليوم الإثنين، ثلاثة أعوام من الاعتقال الاحتياطي (التعسفي) منذ توقيفه في يونيو/حزيران 2019، إثر رجوعه من قطر لقضاء إجازته السنوية بمصر.
وأكمل عبد العزيز ثلاث سنوات كاملة في الحبس الاحتياطي، على الرغم من أن المدة القصوى المقررة قانونًا للسجن الاحتياطي في مصر هي عامين، بسبب تدويره على ذمة قضية جديدة، بعد حصوله على إخلاء سبيل على ذمة القضية رقم 1365 لعام 2018 حصر أمن دولة عليا، وكان متهماً فيها بالانتماء لجماعة محظورة، وظل محتجزاً على ذمتها احتياطياً، حتى صدر بشأنه قرار بإخلاء سبيله بكفالة 20 ألف جنيه بتاريخ 5 ديسمبر/كانون الأول 2019.
وبعد قرار إخلاء سبيله نُقل عبد العزيز إلى قسم شرطة حدائق القبة لإنهاء الإجراءات، إلا أنه تعرض للاختفاء القسري مجددا لمدة شهر، ثم فوجئت عائلته بظهوره في سجن طرة تحقيق على ذمة قضية جديدة تحت رقم 1956 لعام 2019، وصدور قرار من نيابة أمن الدولة بتجديد حبسه احتياطيا والذي استمر حتى الآن دون مبرر.
ويستمر تجديد حبس “هشام” على ذمة القضية الجديدة 45 يومًا، رغم مواجهته باتهامات القضية الأولى نفسها التي أخلي سبيله منها قبل نحو عامين، وعلى الرغم من المصالحة السياسية بين مصر ودول الخليج وعلى رأسها قطر.
وكانت السلطات المصرية قد احتجزت هشام وأسرته بمجرد وصولهم إلى مطار القاهرة، بينما كانوا عائدين لقضاء إجازتهم السنوية في مصر بتاريخ 20-6-2019، حيث قام ضابط الجوازات بتوقيفهم واقتياد هشام إلى مكتب الأمن الوطني بمطار القاهرة، ثم تم التحقيق معه لمدة خمس ساعات، تخللها تفتيش أجهزة المحمول وجهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، وجوازات السفر وحقائب السفر الخاصة بزوجته وأولاده، ثم سحب جوازات سفرهم، والسماح له بالرحيل بعد أخذ إقرار عليه بالعودة لمقر الأمن الوطني لاستلام الجوازات.
بعدها بساعات؛ تلقى هشام مكالمة هاتفية من ضابط الأمن الوطني بمطار القاهرة، يطلب منه الحضور الفوري لاستلام جوازات السفر، وبمجرد وصوله قام الأمن بتوقيفه، ثم تعريضه إلى الاختفاء القسري لمدة ثلاثة أيام دون تمكينه من التواصل مع أي جهة، تعرض خلالها للتجويع والمعاملة المهينة، حيث مُنع عنه الماء والطعام، ومُنع من دخول الحمام، وقام الأمن بأخذ حذائه وتمزيق ثيابه ليُعرض على النيابة في حالة مزرية.
وتم ضم هشام إلى القضية رقم 1365 لعام 2018 أمن دولة، لتفرج عنه النيابة بعد ذلك؛ إلا أن الأمن في مصر أعاد تدويره خلال حبسه في القضية رقم 1956 لعام 2019.
وتقول أسرة هشام عبد العزيز إنه أصيب بالمياه الزرقاء في عينيه، ويعاني من ارتفاع في ضغط العين، مما يسبب إعتامًا في القرنية وعدم وضوح للرؤية، وأوضحت أنه يحتاج إلى إجراء جراحة عاجلة حتى لا يفقد بصره، لكن السلطات الأمنية في مصر تمنع عنه العلاج.
ويعاني هشام أيضاً من تكلس في عظم الركاب في الأذن الوسطى، مما يؤثر على قدرته على السمع.
ويعمل هشام عبدالعزيز، بحسب مؤسسة “مراسلون بلا حدود”، منتجًا فنيًا في قناة الجزيرة القطرية.
ويقبع عشرات الصحفيين المصريين في السجون منذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد، حيث تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين.