يعاني لبنان منذ ثلاثة أعوام من أزمات متتالية، أدت إلى سقوط الأطفال في دوامة الفقر، ما أثّر سلباً على صحتهم ورفاههم وتعليمهم.
هذا ما قرره دراسة حول “تأثير الفقر متعدد الأبعاد على الأطفال في لبنان” أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وأعلن نتائجها ممثل المنظمة في لبنان ادوار بيجبدير خلال مؤتمر صحفي.
وقال بيجبدير، بحضور نائبة ممثل اليونيسف ايتي هيجينز وحشد من الصحافيين، إن مرور ثلاثة أعوام من الأزمات المدمرة المتتالية في لبنان أدى إلى سقوط الأطفال في دوامة الفقر، ما أثّر سلبا على صحتهم ورفاههم وتعليمهم وزعزعة العلاقات الأسرية.
وأضاف أن الغلاء الفاحش وانتشار البطالة أدى إلى سقوط آلاف العائلات في فقر متعدد الأبعاد، وهو مصطلح يأتي تعبيرا عن مفهوم جديد للفقر قائم على أبعاد عديدة من أوجه الحرمان، ما أثّر بشدة على قدرتها على توفير الاحتياجات الأساسيّة لأطفالها.
وتابع بيجبدير: “يشعر الأطفال بالإحباط بعدما فقدوا الثقة في الوالدين لعدم قدرتهما على تلبية احتياجاتهم الأساسيّة، ما يؤدي بدوره إلى زيادة التوترات داخل العائلات”.
ولفت إلى أن 70 بالمئة من العائلات تسدد حاليا كلفة شراء الطعام من خلال مراكمة الفواتير غير المدفوعة أو عبر الافتراض المباشر، و36 بالمئة من مقدمي الرعاية شعروا بأنهم قد أصبحوا أقل تسامحا مع أطفالهم وعاملوهم بقسوة أكبر.
وأشار ممثّل اليونيسف في لبنان إلى أنّ “مواجهة تأثيرات الأزمة المتعددة الأبعاد على حياة الطفل، تتطلب استجابة متعددة الأبعاد ترتكز على تعزيز نظام الحماية الاجتماعية في لبنان، ومن شأن ذلك ضمان حماية الحقوق الأساسية للأطفال الضعفاء، وهذا معناه زيادة الوصول الى الخدمات الاجتماعية، وتوسيع نطاق المساعدة الاجتماعية، وتقديم المنح الاجتماعيّة للعائلات الأكثر ضعفاً”.