يواصل النظام السعودي انتهاكاته لحرية الرأي والتعبير، مسلطاً سيف القضاء على رقاب النشطاء والمفكرين والعلماء والأكاديميين، دون مراعاة لحقوقهم الإنسانية.
ولم يكتف نظام آل سعود باعتقال معارضيه ومنتقديه، فعاقب أبناءهم وأقاربهم بالاعتقال أيضاً، في صورة جلية لانتهاك حقوق الإنسان، وظلمه والتنكيل به.
ومن هؤلاء الدكتور سفر الحوالي، حيث اعتقلت السلطات السعودية شقيقه وثلاثة من أبنائه.
وفي آخر التطورات على قضيتهم؛ غلظت محكمة الاستئناف السعودية الأحكام الصادرة بحقهم لتصبح كالآتي:
– عبد الرحمن سفر الحوالي: من 7 سنوات إلى 17 سنة.
– عبدالله سفر الحوالي: من 6 سنوات إلى 16 سنة.
– عبدالرحيم سفر الحوالي: من 6 سنوات إلى 15 سنة.
– سعدالله الحوالي، شقيق الدكتور سفر الحوالي: من 4 سنوات إلى 14 سنة.
ولم يصدر القضاء السعودي بعد أي أحكام بحق الدكتور سفر الحوالي نفسه، المعتقل منذ 12 يوليو/تموز 2018 إثر تسرب نسخة الكترونية من كتابه “المسلمون والحضارة الغربية” والذي انتقد فيه بعض السياسات الداخلية والخارجية للنظام السعودي، وتضمن نصائح للعلماء والأسرة الحاكمة في المملكة، كما انتقد إغداق الرياض مليارات الدولارات على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واعتقلت السلطات السعودية آنذاك؛ شقيقيه وأبناءه إبراهيم وعبدالرحيم وعبدالله وعبدالرحمن، وعرضتهم للاختفاء القسري مع والدهم، لتفرج بعد ذلك في فبراير/شباط 2020 عن إبراهيم وحده.
ومؤخراً؛ طالبت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD) السلطات السعودية بالإفراج فوراً عن الحوالي.
وأوضحت اللجنة أنه “منذ اعتقاله؛ لم تتحْ للحوالي سوى فرص قليلة جدًا للتواصل مع عائلته”، موضحة أنه “بسبب ضعف الكلام الشديد الذي يعاني منه؛ لا يمكنه التواصل عبر المكالمات الهاتفية، كما لم تتخذ السلطات أي تدابير على الإطلاق لتسهيل اتصال الحوالي بأسرته أو بمستشار قانوني، علاوة على ذلك فقد سمحت نيابة أمن الدولة بالزيارات العائلية بشكل متقطع وتعسفي”.
وتابعت: “تعتبر هذه المعاملة السيئة قاسية بشكل خاص، نظرًا لمعاناة السيد الحوالي من جلطة دماغية متكررة أدت إلى ضعف دائم في الكلام، مما يجعل من المستحيل عليه التحدث بوضوح أو فهمه”.
وأضافت: “كما أنه يعاني من كسر في الحوض وفشل كلوي يتطلب رعاية طبية مستمرة. تدهورت الأوضاع الصحية للسيد الحوالي بشدة بعد اعتقاله مباشرة”.
وأكدت أنه “على الرغم من إعاقته وكبر سنه وتدهور صحته، فقد حُرم منذ ذلك الحين من الرعاية الطبية وهو محتجز بمعزل عن العالم الخارجي”.
وقالت إنه “كشكل من أشكال العقاب على انتقاده لولي العهد؛ يُترك سفر الحوالي عمليًا ليموت ببطء في الحجز، معزولاً عن العالم الخارجي وأحبائه، ويعيش في خوف من المضايقات والتهديدات لأقاربه”.
وتفرض السلطات السعودية تعتيما على أوضاع كثير من المعتقلين، في حين تتسرب أنباء عن تدهور صحة العديد منهم، أو تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة.