تزداد معاناة النازحين السوريين بريف محافظة إدلب شمال غربي سوريا في فصل الشتاء.
وتعرضت مئات الخيام للنازحين، في مخيمات شمال إدلب، للغرق وأضرار واسعة، جراء عاصفة مطرية شديدة ضربت المنطقة مؤخراً.
فقد بلغ عدد المخيمات المتضررة جراء العاصفة 49 خيمة، وعدد الخيام المتضررة 114 خيمة، كما دخلت المياه 244 خيمة بالكامل و176 خيمة جزئياً.
ويشتكي النازحون من قساوة المناخ وشدة برودة الجو، ويبحثون عن أي وسيلة للتدفئة، حتى اضطر بعضهم إلى إشعال إطارات السيارات كي يحصلوا على بعض الدفء لهم ولأطفالهم، رغم ما ينتج عن ذلك من مخاطر صحية.
وقال مدير مخيم أهل التح، عبد السلام حاج يوسف، في تصريحات إعلامية، إن الأوضاع صعبة جدا داخل الخيام بسبب العاصفة المطرية، وخاصة العشوائية منها، كون أغلب الخيام تبللت فيها ممتلكات النازحين بسبب الأمطار، ولجأ البعض للقرى المجاورة حتى انتهاء المنخفض الجوي، وهناك من لم يستطع الخروج من خيمته، والكثير من النازحين ليس لديهم مواد تدفئة أو لباس أو ما شابه ذلك.
أما مدير مخيم الدير الشرقي الواقع شمالي إدلب، بهجت أبو عهد، فقال في تصريحات صحفية، إن وضع الأهالي في المخيم حرج للغاية بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم امتلاكهم لمواد التدفئة، والأوضاع المادية السيئة زادت أيضا حدة.
وأكد مدير مخيم حربنوش، محمد علي صالح، في تصريحات إعلامية، أن الوضع داخل المخيم مأساوي وسيئ للغاية بعد العاصفة، ومواد التدفئة غير متوفرة والخيام مهترئة ودون عوازل لا تحفظ الحرارة أبدا، ولا تقي من البرد الشديد.
وأضاف أن العاصفة خلفت أضرارا ومزقت خياما داخل المخيم، لكن لها أيضا أضرارا معنوية لما خلفته من مآس في نفوس النازحين.
وتستمر في سوريا حرب أهلية منذ 18 مارس/آذار 2011، عندما قام النظام السوري بحملة قمع “شرسة” للاحتجاجات المنددة بانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
ويعيش ملايين النازحين بمخيمات في شمال وشمال غربي سوريا، بعد أن فروا من قصف النظام لقراهم وبلداتهم ومدنهم.