تمكّن معتقلون مصريون في سجن بدر3 (قطاع 1، 2، 3، 4) من تسريب رسالة ضمّنوها شكواهم من مجموعة من الانتهاكات التي يتعرّضون لها، مناشدين كلّ المنظمات الحقوقية والدولية التدخّل بسرعة لإنقاذهم ممّا وصفوه “جحيم الموت البطيء والذي تنفّذه الدولة منذ سنوات، ما دفع سجناء للإقدام على الانتحار”.
واشتكى السجناء ممّا وصفوه بـ”التعنّت الشديد من إدارة سجن بدر 3 في عدم السماح للأهالي بزيارة ذويهم المعتقلين، الأمر الذي وصلت مدّته إلى أكثر من 7 سنوات”.
وأشاروا إلى انتهاكات أخرى بحقّ المعتقلين، من قبيل حرمان السجناء احتياطياً أو المحكومين من التريّض، كذلك فإنّ الوجبات المخصّصة لهم ضئيلة ولا تكفي لإطعام طفل صغير، في حين أنّ الأوضاع الصحية “متدهورة ومأساوية”، وانتهاكات أخرى.
وروى السجناء المصريون في رسالتهم وقائع حدثت نتيجة هذه الممارسات والانتهاكات، من بينها إقدام حسام أبو شروق على شنق نفسه من دون أن يتمكّن من معه في الغرفة من إنقاذه، نظراً إلى الضعف الشديد الذي يعانون منه نتيجة الإضراب عن الطعام.
وقالوا إنه نتيجة “للتدخل من القوة الضاربة بوحشية مع المعتقلين حدثت أزمة قلبية حادة جدا للمعتقل (طه) وبعد الخبط على الأبواب لإسعافه تم الاستجابة بعدها بساعات، مما أدى إلى انقطاع تام في النفس وزرقة شديدة في الوجه ولا يعلم عنه أي شيء”.
ورووا كذلك أن “المعتقل عوض نعمان قطع شرايين يده، وتم نقله إلى مستشفى بدر من قبل مصلحة السجون”.
وبحسب الرسالة المسربة؛ فقد أقدم محمد ترك أبو يارا على الانتحار بعد الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري في السادس من فبراير/ شباط الجاري، إذ إنّه طلب من إدارة السجن الاطمئنان على أهله المقيمين في تركيا، غير أنّها رفضت ذلك، فعمد إلى قطع شرايين يده، من دون أن يعلم أيّ كان بمعلومات أخرى عنه.
وأوضح هؤلاء السجناء أنّ الحالات التي استعرضوها في رسالتهم هي مجرّد عيّنة، إذ إنّ عدد الذين يحاولون الانتحار والذين يقدمون عليه كبير، نتيجة المعاملة التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
يُشار إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.