إدارة القسم لم تقم بعزل المعتقلين الذين ظهرت عليهم أعراض الإصابة أو نقلهم إلى المستشفيات أو أخذ عينات منهم لتحليلها
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن كارثة محتملة تهدد مقار الاحتجاز المصرية إثر وفاة معتقل مصري، بعد معاناته لأيام وظهور أعراض الإصابة بفايروس كورونا عليه داخل مقر احتجازه المكتظ بالمعتقلين.
وأوضحت المنظمة أن المعتقل “رجب النجار” توفي مساء الخميس 07 مايو/أيار الجاري داخل مستشفى بلبيس العام بعد أن نُقل إليها بساعات من مقر احتجازه المكتظ، في قسم شرطة بلبيس بعد اصابته بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وضيق في النفس، وهو الأمر الذي تعاملت معه إدارة القسم باستهتار بالغ.
وأضافت المنظمة أن محامو عدد المحتجزين داخل قسم شرطة بلبيس، أفادو بأن11 محتجزا في القسم ظهرت عليهم ذات الأعراض التي ظهرت على “النجار”، وهو مأ أثار هلع المحتجزين من احتمالية انتشار فيروس كورونا داخل القسم، خاصة وأن القسم بيئة مناسبة لانتشار الأمراض والأوبئة، حيث تنعدم النظافة وتنتشر الحشرات داخل زنازين متكدسة.
وبينت المنظمة أن المحتجز المتوفى كان يعاني من أعراض مرضية واضحة، كانت تتطلب نقله لتلقي الرعاية بصورة فورية، إلا أن إدارة القسم تعمدت تعريضه لإهمال طبي جسيم، واستمرار احتجازه في ظروف غير آدمية، ولم تنقله إلى المستشفى إلا في مرحلة متأخرة لا يمكن معها تداركه بالعلاج.
وذكرت المنظمة أن إدارة القسم حتى الآن لم تتخذ أي إجراء من شأنه الكشف عن سبب وفاة “النجار” ليتسنى لها التعامل مع احتمالية تعرض القسم للوباء، كما لم تقم بعزل المعتقلين الذين ظهرت عليهم أعراض مشابهة أو نقلهم إلى المستشفيات أو أخذ عينات منهم لتحليلها.
وأكدت المنظمة أن توصيات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمكافحة وباء كورونا مازالت تواجه عنادا سياسيا واضحا من قبل النظام المصري فيما يتعلق بتقليص عدد المحتجزين في السجون وأقسام الشرطة، وهو ما يشكل خطرا داهما على حياة المحتجزين والمجتمع المصري بأسره.
وأضافت المنظمة أن السجون المصرية تعاني من أوضاع مزرية، إذ يكتظ بها المحتجزون بصورة تفوق أضعاف قدرتها الاستيعابية، كما تعاني كافة تلك المقار من رداءة التهوية، القذارة، انعدام النظافة، وضعف الرعاية الصحية، حيث من الصعب على المعتقلين غسل أيديهم أو ثيابهم نظرا لإمكانية وصولهم المحدودة أو المعدومة للماء.
وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ المعتقلين المصريين من كارثة محققة في ظل استهتار النظام الحالي وتعامله بمبدأ الكيدية، بما يعكس رعونته واستهتاره بالخطر العالمي الذي يهدد مصر والعالم بأسره.