سرب معتقلو الرأي في “سجن بدر3” المصري، رسالة جديدة، كشفت عن استمرار سياسة التجويع من قبل إدارة السجن، والإهانات المستمرة للسجناء؛ لإجبارهم على إنهاء إضرابهم عن الطعام، والذي خاضوه للمطالبة بحقوقهم التي كفلها لهم القانون.
وأكدت الرسالة أن “أزمة سجن بدر 3 في تصاعد، بعد إصرار الداخلية على غلق السجن ومنع كل الخدمات عنه، بما فيها الكافيتريا والكانتين، وتقليل كميات الطعام الرسمي الذي يتم تقديمه للمعتقلين في وجبتين فقط في اليوم”.
وأضافت: “شهد يوم الجمعة، ثاني أيام رمضان، أزمة كبيرة داخل السجن بعد قيام أحد الضباط بشتم المعتقلين قائلا (إنتم حبة زبالة)، وهو ما رد عليه 1000 معتقل برفض استلام التعيين والإفطار والسحور إلى حين مقابلة أي مسؤول في السجن، ولكن غرور الداخلية كان له كلمة أخرى، حتى تم سحب التعيين وإلقائه في القمامة، ما أدى إلى استمرار المعتقلين في صيام كامل ليومين كاملين”.
وتابعت الرسالة: “بدأت إدارة السجن في استخدام أسلوب المساومة للضغط على المعتقلين من أجل إنهاء اعتراضهم الذي لم يأخذ إلا صورة واحدة، وهي تغطية كاميرات الزنازين من أجل فتح الزيارة ورؤية أهاليهم، إذ ترفض إدارة السجن تقديم أي علاج أو ذهاب أي معتقل لعيادة السجن إلا بعد رفع الغطاء عن الكاميرا”.
وأردفت: “استمرارا لأسلوب الابتزاز قامت إدارة السجن بتقليل كمية وجبة التعيين الرسمي على عدة مراحل، كان آخرها مع بداية شهر رمضان، ليدخل السجن في مجاعة حقيقية، وهو ما يبرره ضباط السجن بأنه إجراء طبيعي لرفض المعتقلين التراجع خطوة للخلف”.
ووفق الرسالة: “لا يخرج التعيين الرسمي عن الآتي: 50 غراما من الأرز المطبوخ في اليوم، و50 غراما من الخضار المطبوخ، و50 غراما من فول وحلاوة طحينة، و65 غراما جبنة، و4 أرغفة في اليوم لوجبتي الإفطار والغداء في غير رمضان. وهي المقررات نفسها في وجبتي الإفطار والسحور”.
وقال سجناء “بدر3” إن “الكارثة أن تعيين المرضى يقل 15 غراما في كل من الأرز والخضر والفول وينقص رغيف وعدم صرف حلاوة والاكتفاء بصرف 250 ملي لبن يوميا. ويمثل التعيين كارثة حقيقية في المقررات لإشباع جوع طفل صغير، وكانت الوجبات التي تقدمها الكافتيريا على حساب المعتقلين تقوم بتعويض نقص كميات التعيين؛ لكن ومع وقف الكافتيريا أصبحت الأمور في السجن مجاعة حقيقية”.
وأضافوا أن “اللافت للنظر أن كل المعتقلين، إلا من تم نقلهم لسجون بدر 1 وبدر 5 ووادي النطرون الجديد، وكل من المنيا وأسيوط الجديد وجمصة، سواء كانوا محكومين أو تحقيق، تم فتح الزيارة عليهم وكل خدمات السجن الأخرى، بينما تصر الداخلية على تأديب سجن بدر 3 الذي لم يعد فيه إلا المعتقلون رهن التحقيق، بالإضافة إلى قيادات الإخوان المسلمين من أعضاء مكتب الإرشاد والمعاونين للرئيس المصري الراحل محمد مرسي” حسب الرسالة.
وأكدت الرسالة أن “الداخلية من جانبها علقت مفاوضاتها مع ممثلي المعتقلين لحل الأزمة حتى يقوم المعتقلون بالتراجع خطوة للخلف حتى لا تنكسر هيبة الداخلية، وقد قام المعتقل (محمود محمد …) بمحاولة الانتحار الثالثة، وكاد يفارق الحياة، إلا أن زملاءه في الغرفة منعوه، فجر الإثنين، خامس أيام رمضان، من قطع شرايينه في آخر لحظة”.
وكان معتقلو “بدر3” قد تمكنوا من تسريب عدة رسائل تتحدث عن الظروف القاسية التي يعانوها في السجن، والانتهاكات العديدة للسلطات بحقهم، مؤكدين أن عشرات المعتقلين حاولوا الانتحار للتخلص من معاناتهم، بينما دخل آخرون في إضراب مفتوح عن الطعام.
ويواصل المعتقلون احتجاجاتهم السلمية في “بدر3” للمطالبة بفتح باب الزيارة، والتريض، وتقديم الرعاية الصحية المطلوبة، وتحسين الأحوال المعيشية، واحترام حقوق الإنسان.
يُشار إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.