في حادثة هي الثانية من نوعها خلال ثلاثة أسابيع؛ توفي مواطن أردني أثناء احتجازه في سجن سواقة، جنوبي العاصمة الأردنية عمان.
ونُقل السجين المتوفى الذي لم يتم الإعلان عن اسمه، إلى مستشفى البشير الحكومي، وأُدخل إلى قسم العناية الحثيثة، إثر إصابته بنوبة رئوية حادة، وفق مصادر طبية.
وفي 9 يونيو/حزيران الحالي؛ أعلن عدد من المحتجزين في سجن سواقة جنوبي العاصمة الأردنية عمّان، إضرابهم عن الطعام منذ الأربعاء الفائت، احتجاجا على وفاة أحد النزلاء جراء تعرضه لظروف احتجاز سيئة، وإهمال طبي متعمد.
وفي كتاب موجّه إلى كل من رئيس الوزراء الأردني، ووزير الداخلية، ومدير الأمن العام؛ قال السجناء المضربون عن الطعام، إن إساءة التصرف، والقتل الممنهج، والإهمال الطبي، أدى إلى التسبب بوفاة السجين أنس إبراهيم ثلجي.
وأضافوا أنه “تم تسكين ثلجي في الحجز الانفرادي بطريقة غير قانونية، مع عدم مراعاة حالته الصحية، حيث إنه مريض قلب، ويعاني من أمراض كثيرة، وهذا مثبت في تقاريره الصحية”.
وتابع السجناء: “عندما طالب أنس ثلجي بالخروج إلى الغرف الجماعية أكثر من مرة، وبعد دخوله في عدة إضرابات؛ رفض مدير السجن غازي الرعود خروجه من الحجز الانفرادي، وقال له: (لو بتموت ما بتطلع من الحجز الانفرادي)”.
وأردفوا: “أيضاً؛ طالب أنس رئيس الأمن الوقائي سعد ذنيبات، بالخروج من الحجز الانفرادي، إلا أنه تواطأ مع مدير السجن للإبقاء عليه في الزنزانة الانفرادية”.
وختم السجناء بالقول: “على إثر ذلك؛ نطالب بمقابلة الجهات التالية: لجنة الحريات النيابية، ومدعي عام حقوق الشرطة، ومنظمة الصليب الأحمر، وHumana rights organization”.
وكان الشاب الأردني أنس إبراهيم ثلجي، المحتجز في سجن سواقة (جنوبي العاصمة عمان) قد توفي في 7 يونيو/حزيران الجاري، إثر تعرضه لجلطة حادة في القلب، جراء تعرضه لظروف احتجاز سيئة، وإهمال طبي.
وفي إفادة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا؛ قالت مصادر موثوقة مقربة من أسرة ثلجي، إن إدارة سجن سواقة احتجزته في زنزانة انفرادية لمدة 40 يوما، كان آخرها يوم وفاته، رغم ما يعانيه من أمراض مزمنة، كضعف عضلة القلب، وارتفاع الضغط والكوليسترول.
وكان ثلجي قد دخل في إضراب عن الطعام لمدة 10 أيام احتجاجا على وضعه في الحبس الانفرادي، واضطر إلى فك إضرابه قبل وفاته بيومين، إثر تدهور وضعه الصحي، وحينها أكد لأسرته أنه سيتم نقله إلى المشفى لتلقي الرعاية الصحية، ولكنه نقل إليه بعد يومين وهو في حالة سيئة جدا، وفق تعبير الأطباء.
وكانت أسرة ثلجي قد تقدمت بشكاوى لإدارة السجن، وللمركز الوطني لحقوق الإنسان (شبه حكومي) ولعدد من المحامين، أثناء حبسه الانفرادي، بأنه مريض بالقلب ولا يحتمل وضعه في زنزانة انفرادية، دون استجابة لشكاويهم.
يشار إلى أن حق الأفراد في الحياة والرعاية الصحية اللائقة هو حق أساسي مكفول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، يستوجب توفير الرعاية الطبية اللازمة والمناسبة للمحتجزين، والتعامل معهم بكرامة واحترام لحقوقهم الأساسية.
وتسلط وفاة السجينين الأردنيين الضوء على الظروف السيئة للاحتجاز والإهمال الطبي في الأردن، والتي تحتم على السلطات الأردنية أن تتخذ إجراءات فورية للتحقيق في أسباب الوفاة، ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال الطبي، وتحسين ظروف الاحتجاز لضمان احترام حقوق المحتجزين.