تستمر معاناة المدنيين في السودان جراء الصراع المسلح الدائر هناك، حيث لقي خمسة مدنيين مصرعهم وأصيب نحو 15 آخرين في منطقة “أمبدة” بمدينة أم درمان في السودان بسبب سقوط مقذوفات على المنطقة.
وقال نشطاء في “غرفة طوارئ إمبدة” (وحدة تطوعية تقدم خدمات طبية في الأحياء إثر توقف المستشفيات في الخرطوم عن العمل) عبر موقع “فيسبوك”، إن المقذوف الناري الذي سقط في حي أمبدة السبيل – الحارة التاسعة أمس الأحد، أصاب أكثر من 22 مواطنا، قضى منهم سبعة.
ومع دخول المعارك شهرها الرابع؛ تخطت حصيلة اشتباكات السودان 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو ثلاثة ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، حسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
وتواصلت أعمال القصف والاشتباكات في العاصمة، حيث يعاني ملايين السكان صعوبات في تأمين المواد الغذائية وتوافر الخدمات الأساسية والكهرباء والمياه في ظل طقس شديد الحر.
وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن السودان بات على شفير “حرب أهلية شاملة” ستطاول تداعياتها كل المنطقة.
ويشكل القتل والهجمات التي تستهدف المدنيين والمستشفيات، انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان الحقيقية والأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل شخص، وخرقاً للقانون الدولي الإنساني، حيث يجب أن يكون المدنيون والمستشفيات في مأمن خلال النزاعات، ويحظر بشدة استهدافهم بأي طريقة.
وتعتبر هذه الانتهاكات الجسيمة مؤشرًا على انعدام الالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية الدولية، وتستدعي تدخلًا عاجلاً وفعالًا للمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، وضمان تقديم المسؤولين عنها للعدالة.
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الأطراف المتحاربة في السودان إلى احترام حياة المدنيين والامتناع عن استهداف المناطق السكنية، حيث يسكن العديد من الأشخاص الأبرياء الذين لا يشتركون في النزاع، مشددة على ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية وحقوق الإنسان في جميع الأوقات، وضمان سلامة المدنيين وحمايتهم من الأذى في النزاعات المسلحة.
وحثت المنظمة مجددا المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب الضحايا وأسرهم وتقديم الدعم اللازم للسودان لتعزيز السلام والأمان في البلاد، وبذل أقصى الجهود من أجل وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين وحماية حقوق الإنسان في السودان.