لليوم السادس عشر على التوالي يعاني قطاع غزة من آثار العدوان المدمر الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام كافة أنواع الأسلحة التي لا تناسب إطلاقا الأماكن المكتظة بالسكان المدنيين، والذين يخضعهم جيش الاحتلال لسلسلة من العقوبات الجماعية ومنع عنهم كل مقومات الحياة عنهم من ماء وكهرباء، وطعام، ووقود، وأدوية.
منذ بداية العدوان تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي إنهاء أي سبيل للحياة يسعى إليه سكان قطاع غزة، كما حدث اليوم في الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال على مقهى في خان يونس جنوب القطاع، يعمل على توفير الكهرباء من خلال مولد صغير ويوفر الانترنت للشباب الذين يعتمدون عليه للعمل، إذ استهدفه الاحتلال بشكل مباشر مما أدى لسقوط 12 قتيلا وعشرات الجرحى معظمهم في حالة خطرة.
عدد القتلى جراء هذا العدوان وصل إلى 4651 قتيلًا، بينما تجاوز عدد الجرحى 14300 مهددون بتفاقم حالاتهم بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية، التي تجعل الوضع الطبي في قطاع غزة مزريا، إذ يضطر الأطباء لإجراء العمليات الجراحية دون تخدير وبأقل ما يمكن من التعقيم، على أرضيات المستشفيات وفي طرقاتها.
هذا الوضع المأساوي لم يتحسن أبدا بعد دخول عدد المحدود من شاحنات المساعدات التي سمحت بها قوات الاحتلال بالاتفاق مع الجانب المصري والأمريكي والوساطات القطرية وغيرها، وعجز المجتمع الدولي بكل من فيه حتى اللحظة عن توفير المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان القطاع أو وقف حالة العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال على المدنيين في القطاع.
على الرغم من الحراك الشعبي للنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم والرافض لاستمرار جرائم الحرب الإسرائيلية، وتوثيق تلك الجرائم بالصوت والصورة وعبر المنظمات والمؤسسات الدولية، والتحذيرات الأممية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، لم تتغير المواقف الرسمية لقادة الدول في المجتمع الدولي، والذي انقسم إلى أنظمة مازالت تقدم دعمًا لا محدودًا للاحتلال، وأنظمة تكتفي بالشجب والإدانة.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تدعو الحكومات والأنظمة المختلفة، كما تدعو المنظمة كافة الشعوب والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم أن تواصل جهودها وتمارس ضغوطا شعبية وإعلامية مكثفة على المسؤولين في المجتمع الدولي من أجل وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بشكل فوري بحق المدنيين في قطاع غزة، وتأمين دخول المساعدات بشكل كامل ومستدام.