في ضوء استئناف انعقاد الجلسة الطارئة العاشرة للجمعية العامة غدا الخميس -26 أكتوبر/تشرين الأول 2023- هنا بعض المعلومات عن أسس انعقادها وأهميتها وإمكانية تنفيذ قراراتها في هذه اللحظة التاريخية الفارقة.
ما هو الأساس الذي تنعقد بموجبه الجمعية العامة بصيغتها الطارئة؟
تنعقد بموجب قرار متحدون من أجل السلام 377 حيث تحل الجمعية العامة محل مجلس الأمن عندما يعجز بسبب “فيتو” من أحد أو عدد من أعضاء المجلس الدائمين عن اتخاذا تدابير بما فيها القوة المسلحة لصون السلم والأمن الدوليين.
متى أقرت الجمعية العامة هذا القرار وفي أي مناسبة؟
تم إقراره في نوفمبر عام 1950 عندما فشل مجلس الأمن في اتخاذ تدابير لوقف الأعمال العدائية بين الكوريتين بفعل الفيتو السوفييتي وبموجب القرار شكلت قوة مسلحة تحت مظلة الامم المتحدة وشاركت في الحرب إلى جانب كوريا الجنوبية استمرت الحرب ثلاث سنوات من حزيران 1950 إلى تموز 1953 حيث انتهت الحرب بإقامة منطقه عازله بين الكوريتين.
هل نجحت الجمعية العامة بصيغتها الطارئة بإنهاء حالة تهدد السلم والأمن الدوليين؟
نعم وأبرز مثال على ذلك عندما تم تجاوز مجلس الأمن بفعل الفيتو البريطاني الفرنسي إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956و تم اللجوء إلى الجمعية العامة بموجب قرار متحدون من أجل السلام التي قررت إنهاء العدوان باستخدام القوة المسلحة فأجبر الثلاثي فرنسا وبريطانيا واسرائيل على الانسحاب وارسلت قوات طوارئ دوليه لحفظ السلم والأمن في المنطقة.
هل فشلت في أماكن اخرى؟
نعم على سبيل المثال في الأزمة المجرية عام 1956 عند اجتياح البلاد من قبل الاتحاد السوفييتي وفي أفغانستان 1980 واليوم في أوكرانيا وبالتأكيد فلسطين حيث عقدت عدة جلسات واتخذت قرارات لكنها لم تنفذ.
هل يعني ذلك أن نيأس؟
الإجابة: نعم ولا ….
نعم: في ضوء التوحش الغربي بقيادة الولايات المتحدة في دعم اسرائيل وخنوع النظامين العربي والإسلامي وتاريخ الجمعية العامة بصيغتها الطارئة حيث اصدرت عدة قرارات لم تجد طريقا للتنفيذ.
لا: بعد الحرب الاوكرانية الروسية قالوا إن العالم الذي يحكمه قطب واحد قد انتهى وإننا أصبحنا نلعب في عالم متعدد الأقطاب تلعب روسيا والصين فيه دورًا مهمًا، لكن هذه القوى لم تتخذ موقفا لوقف المحرقة في غزة طوال 18 يوما فهل تفعلها هذه الدول غدا الخميس مدعومة بموقف صلب من دول عربية وإسلامية؟!
إذا قررت الجمعية العامة وقف إطلاق نار فوري وتدفق المساعدات القطاع واخلاء الجرحى هل ممكن استخدام القوة المسلحة لتنفيذ القرار؟
نعم هذا رهن بإرادة الدول العظمى التي تناهض سياسات الولايات المتحدة ومدى استعداد المجموعة العربية والإسلامية دعم مثل هذا القرار.
هل يعني ذلك حدوث اشتباك او اندلاع حرب بين هذه الدول من جهة وحلف أمريكا واسرائيل من جهة أخرى؟
لا، لأن هذه الدول ذات خبرة في ضبط الإيقاع كما حدث في التاريخ البعيد في أزمة صواريخ كوبا وفي التاريخ الحديث، أبرز مثالين تايوان وأوكرانيا فعلى الرغم من وجود طائرة مقابل طائرة وبارجة مقابل بارجة فإنه لم يحدث اي اشتباك.
ماذا يأمل أو يحلم الإنسان في مشارق الارض ومغاربها وهو يشاهد محرقة غزة من مخرجات جلسة الجمعية العامة غدًا؟
نأمل ونحلم بقرار وقف إطلاق النار الفوري ونأمل أن نرى قوات طوارئ دولية مدعومة ببوارج وطائرات تدخل المساعدات الإنسانية والفرق الطبية لإنقاذ أطفال ونساء ورجال غزة
في ظل عجزنا، في ظل تخلي القريب قبل البعيد عن غزة دعونا نحلم ونأمل…. بردا وسلاما يا غزة.