قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن استفاقة كريم خان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بعد ما يقارب الثلاث سنوات من تولي مهامه كمدعي عام وبعد 23 يوما من محرقة غزة، ألحق العار والشنار بالمحكمة، وأكد مدى تسييس المحكمة وارتباطها بأجندات غربية حماية لإسرائيل.
وأضافت المنظمة أن ظهور كريم خان يوم الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول أمام الجدران الإسمنتية التي تغلق معبر رفح في تصوير عبر الهاتف يظهر أن الرجل ذهب هناك لأخذ اللقطة الإعلامية ولم يكن جادا بدخول قطاع غزة وليس جادا بملاحقة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وذهابه هناك مجرد استجابة للضغوط والانتقادات التي وجهت للمحكمة طوال توليه مهامه.
وبينت المنظمة أن تصريحات خان بأن مكتبه لا زال يحقق في جرائم محتملة ارتكبت خلال حرب 2014 يبعث على الاشمئزاز ومدى استهتار الرجل بتحقيق العدالة للفلسطينيين ففي احداث أوكرانيا لم تستغرق خان التحقيقات أشهرًا حتى أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحق بوتين فمتى سيخلص خان الى نتائج ويصدر مذكرات قبض بحق مرتكبي الجرائم في حرب 2014 لينتقل الى التحقيق في جرائم أخرى لا حصر لها ومنها محرقة غزة المستمرة حتى اللحظة.
وأشارت المنظمة أن خان تحدث عن جرائم ارتكبها فلسطينيون في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في إسرائيل وانه ينوي التحقيق فيها إن ثبتت ولم يتحدث عن المحرقة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة وأعداد الضحايا والتدمير الذي لحق بالقطاع نتيجة القصف المتواصل وما هي الخطوات التي سيتخذها بما يرقى لمستوى الجريمة وضرورة وقفها.
وشددت المنظمة أنه قبل احداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول وصلت خان مئات الشكوى التي تتعلق بقتل المدنيين والاستيطان والاعتقالات والتعذيب واقتحامات المسجد الأقصى في الضفة الغربية إلا أنه لم يفعل شيئا وبقي صامتا ليظهر فجأة أمام معبر رفح ويتحدث أن مكتبه يحقق في جرائم محتملة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل فلماذا لم يحاول خان زيارة الضفة العربية ويطلع على ما يفعله الاحتلال هناك؟
ونوهت المنظمة أن خان في أوكرانيا ركز على الجرائم المرتكبة من قبل الروس تماشيا مع الموجة السياسية ولم يأت على ذكر الجرائم التي ارتكبت على أيدي القوات الأمنية والعسكرية الأوكرانية وهذا اخلال فاضح في حياد المحكمة وتكريس لحالة انقياد خان العمياء للغرب.
وأكدت المنظمة أن الملفات المعروضة على خان والتي أعلنت المدعية العامة السابقة فتح تحقيق رسمي فيها في نهاية عام 2020 لا تقتصر على حرب 2014 إنما تشمل أيضًا الاستيطان والقتل والاعتقالات والتعذيب وأي قضية من هذه القضايا مقارنة بالقضايا الاخرى التي حققت فيها المحكمة في دول أخرى كفيلة بإصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين في حكومات سابقة والحكومة الحالية ومنهم رئيس الوزراء.
إن تركيز خان على جرائم حرب 2014 وذكرها بالتحديد الغرض منه تضليل الجمهور وذر الرماد في العيون فالجرائم الاخرى ومنها جريمة الاستيطان المستمرة والتي حولت الاحتلال إلى استعمار يهدد وجود الفلسطينيين ما مصيرها ولماذا لم يتحدث عنها في مؤتمره الصحفي.
إن سلوك كريم خان المشين في تعامله مع الملفات المعروضة عليه والتي تتعلق بجرائم ارتكبت في فلسطين مقارنه بملفات أخرى على رأسها أوكرانيا ألحقت ضررا بالغا لا يمكن إصلاحه بحياد المحكمة الجنائية الدولية على المدى القريب والبعيد كما الحقت أفدح الخسائر بالفلسطينيين كون المسؤولين الإسرائيليون ضمنوا أنهم في ظل كريم خان بمنأى عن أي ملاحقة أو محاسبة.