في اليوم التاسع والعشرين من العدوان الإسرائيلي على غزة، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب إبادة جماعية ضد المدنيين في القطاع، قبل قليل قصفت مخيم المغازي للاجئين، وبالأمس قامت هذه القوات بشن ضربات جوية على عدد آخر من مخيمات اللاجئين بعد أقل من 24 ساعة على استهداف البوابة الرئيسية لمستشفى الشفاء، وهو مستشفى حيوي يخدم حوالي 70 ألف نازح، ويعتبر المرفق الطبي الرئيسي لعلاج المصابين في قطاع غزة، ووقع الهجوم بينما كانت 25 سيارة إسعاف متواجدة أمام هذا المستشفى مما نتج عنه مقتل ما لا يقل عن 15 شخصا وإصابة العشرات إصابات خطيرة.
وفي جريمة حرب مماثلة قصف الطيران الإسرائيلي محيط 3 مستشفيات هي القدس والمستشفى الإندونيسي ومستشفى الصداقة التركي لعلاج مرضى السرطان، مما أدى إلى توقف معظم الخدمات الصحية بسبب هذه الهجمات، لتفاقم تلك الجرائم الهمجية من معاناة القطاع الصحي الذي أوشك على العجز الكلي نتاج نفاد الوقود من المولدات الرئيسية في المستشفيات، ومقتل 136 من الكوادر الطبية منذ بداية العدوان.
الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال لم تتوقف يوما في قطاع غزة بصورة حولت حياة السكان إلى جحيم وجعلت كل سكان القطاع تحت الخطر، ولم يعد هناك موضع آمن في القطاع الذي قصفت فيه كل المنشئات المدنية والأحياء والمستشفيات والمدارس، والمساجد والكنائس والجامعات وسيارات الإسعاف، وحتى مقار الأونروا.
وفي ظل التعامي الدولي وهزل الموقف الرسمي العربي تتصاعد أعداد القتلى والمصابين يوميا دون توقف عدد القتلى في قطاع غزة حيث بلغ عدد القتلى 9488 منهم 3900 طفلا و2509 سيدة، بالإضافة إلى 23516 مصابا -على الأقل- فضلا عن مئات المفقودين تحت الركام والذين يصعب انتشال جثامينهم في ظل انعدام الوقود وآليات الحفر.
بالإضافة إلى ذلك يشكل تكدس النازحين في المستشفيات والمدارس وأزمة نقص الغذاء وانعدام المياه الصالحة للشرب تهديدا كارثيا للصحة العامة وانتشار أوبئة مثل الكوليرا والملاريا، وهي حالات لن تتمكن المنظومة الصحية من العمل على علاجها نظرا للأزمة الخانقة التي تهدد القطاع الصحي بشكل كامل، في ظل خروج 25 مستشفى من الخدمة بشكل نهائي، وندرة المساعدات وعدم كفايتها في الوفاء بالحد الأدنى من متطلبات القطاع.
في ظل هذه المعاناة الإنسانية والتي رصدها الإعلام العالمي بالصوت والصورة، يتعامى المجتمع الدولي وتعجز المؤسسات الأممية ودول الجوار عن إيصال المساعدات الإنسانية اللازمة لقطاع غزة، فلا يكاد يصل القطاع إلا 1% من احتياجاته الأساسية في ظل خضوع دول الجوار للواقع الذي يفرضه الاحتلال، ومشاركة قوى عالمية غربية بشكل مباشر على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بالأموال والسلاح والدعم السياسي لوقف أي تحرك يهدف لوقف العدوان من قبل مجلس الأمن.
وتواصل المنظمة مطالبتها كل دول العالم العمل بشكل فعال على إنفاذ القانون الدولي الإنساني وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن، وهو ما يقتضي وقف إطلاق النار بشكل عاجل وإدخال كافة المساعدات الإنسانية فورا، وضمان توفير الحماية للشعب الفلسطيني.