قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن وحشية وسادية قوات الاحتلال الإسرائيلي في تعاملها مع الأسرى والمواطنين الفلسطينيين والتي صارت تعلن عنها وتتفاخر بها وتنشرها على منصات التواصل الاجتماعي تعكس العقلية المريضة والعقيدة الأمنية المختلة المسيطرة على القطاع الأمني والقيادة الإسرائيلية التي طالما صدر عنها تصريحات عنصرية بغيضة تحط من إنسانية وقدر الفلسطينيين.
بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أظهر مقطع فيديو تم تداوله على منصات تواصل اجتماعي إسرائيلية قوات الاحتلال تتخذ معتقلا معصوب العينين درع بشري أثناء اقتحامها مخيم الفوار في الخليل، كما نشرت حسابات إسرائيلية مقطع مصور لأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي واصفة إياهم بالـ “الحيوانات الناطقة “و هم مكبلون الأيدي ومعصوبي العينين طوال اليوم مع حرمانهم من الطعام والشراب للضغط عليهم لانتزاع المعلومات.
كما تم تداول مقطع مصور ظهرت فيه قوات الاحتلال تختطف المواطنين من مخيم الشاطيء مساء السبت 10 نوفمبر/تشرين الثاني وتقتادهم لمصير مجهول خلال الاقتحام البري، وقد رافقت تلك المداهمات عمليات دهس للمواطنين بالدبابات.
في الوقت الذي ترتكب فيه قوات الاحتلال كافة أشكال الجرائم الإنسانية في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر، تتمادى بنفس القدر في الجرائم التي ترتكبها في الضفة الغربية والأراضي المحتلة، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 160 فلسطينيا في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية والمخيمات التي تشهد اقتحامات وحشية بشكل يومي يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى واعتقال مواطنين.
وبتاريخ 09 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن استهداف سيارة إسعاف تابعة له في مخيم جنين مما أدى إلى إصابة مسعف برصاص حي في الظهر، كما قامت قوات الاحتلال باعتقال نحو 65 فلسطينيا ليبلغ عدد الأسرى منذ بداية الحرب 1430 فلسطينيا من مختلف أنحاء الضفة، والتي تتم عبر مداهمة المنازل في الساعات الأخيرة من الليل، كما يقوم الاحتلال بتجريف الشوارع وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيه في المناطق التي يداهمها.
ولا زالت قوات الاحتلال تضيق الحراك بكافة صوره على فلسطينيي الداخل المحتل وتمنعهم فيه من إبداء رفضهم لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة أو التعبير عن تضامنهم مع الضحايا من المدنيين، كما تفرض قيودا غير مسبوقة للحيلولة دون الوصول إلى المسجد الأقصى، ومن ثم الاشتباك مع من أرادوا صلاة الجمعة فيه اليوم وقد سمح ل4000 مصل فقط بالدخول إلى المسجد الأقصى في الجمعة الماضية، واعتدت قوات الاحتلال على باقي المصلين في شوارع البلدة القديمة.
إن هذه الدموية غير المسبوقة في الضفة الغربية وكافة المدن الفلسطينية والتي تأتي في ظل استسلام العالم والمجتمع الدولي بكافة أدواته لممارسات الاحتلال الهمجية بهدف تهجير الفلسطينيين قسرا من أرضهم تحت وطأة الإرهاب والقتل والجرائم الإسرائيلية المتصاعدة، وهو أمر يؤدي إلى اتساع دائرة العنف والصراع، وتهديد الأمن والسلم العالميين.
إن عجز المجتمع الدولي أمام غطرسة الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له، هو أمر مهين لكافة الدول التي قبلت تراجع الإنسانية وسيادة منطق الغابة وإهدار قيمة القانون الدولي والخضوع لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي أو طمعا في مصالح سياسية رخيصة معه.
وتناشد المنظمة مجددا كافة القوى الشعبية والجماهير الحية حول العالم المؤمنة بقيم العدالة والحرية والمساواة وحق الشعوب في الحياة وتقرير المصير، والذين انتفضوا وكان لهم صوتا قويا رافضا لجريمة إبادة المدنيين في قطاع غزة منذ بدء هذا العدوان الغاشم، أن يواصلوا الضغط بكل الوسائل الفعالة والمبتكرة لإجبار حكومات العالم على وقف دعم الاحتلال الإسرائيلي في سحقه لقطاع غزة وباقي المدن والقرى الفلسطينية.