قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن اسرائيل منذ توغلها في مدينة غزة ودخولها إلى بعض المدارس والمشافي بدأت تبث صورا لأسلحة خفيفة في غرف ملحقة في مدرسة هنا أو هناك أو غرفة أرضية في مشفى يدعون أنها كانت تستخدم في احتجاز رهائن في محاولة يائسة لشرعنة استهداف هذه المباني وتدميرها على من فيها من أطفال ونساء ومرضى وجرحى.
وبينت المنظمة أن قوات الاحتلال تستطيع أن تفعل ما تشاء في مسرح جريمتها وتفبرك الأدلة فلا رقيب ولا حسيب فالتجربة تثبت أن هذا الجيش الدموي لا يوجد ما يردعه بعد ما ارتكب من المذابح لفبركة الأدلة كما فعل منذ بداية السابع من أكتوبر/تشرين الأول حيث بنى روايته في حرب الإبادة على قطاع غزة على قطع رؤوس الأطفال والاغتصاب وهي الرواية التي ثبت كذبها.
وتساءلت المنظمة كم من الوقت تحتاج آلة الدعاية الإسرائيلية لتثبت أن كل مبنى مدني وكل حي سكني أبادته عصابات جيشها وكل مشفى ومدرسة دمرته أنه هدف عسكري، وهل مثل هذه الدعاية الكاذبة ستتمكن من تبرير حرب الإبادة وما نتج عنه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث ؟؟
وأضافت المنظمة أن المجتمع الدولي الإنساني لا يمكن أن تنطلي عليه هذه الروايات المصطنعة التي تستخف بعقول الناس، فتاريخ هذا الجيش منذ أن كان على شكل عصابات من البالماخ وشتيرن والهاجناه والأرغون وهو يستخدم الرواية الكاذبة لتبرير جرائمه والمجازر التي يرتكبها بحق المدنيين.
وأشارت المنظمة أن المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة لا تخطئها عين ولا يمكن أن تطمسها روايات تثير الشفقة ولن يسعف الوقت آلة دعايتهم في جهد تبريرها، فعلى سبيل المثال الغرفة الأرضية في مشفى ادعوا انها كانت تستخدم لاحتجاز أسرى وعلى فرض أن هذه الرواية صحيحة فمن باب أولى عدم استهدافها للحفاظ على حياة الأسرى فهذه الرواية تدين الاحتلال بأنه يتعمد قصف أماكن الأسرى للخلاص منهم وهذا ما أكدته تقارير إعلامية فقد قتل منهم أكثر من 50 شخص بفعل القصف.
وشددت المنظمة أن القانون الدولي الإنساني واضح في هذا الشأن أنه في كل الأحوال هذه المرافق محمية مادامت الصفة المدنية تغلب عليها وهذا ما أكدته الروايات المنشورة فلم تظهر هذه الروايات على فرض صحتها أي دليل يبين غلبة الطابع العسكري عليها بأن حولت مثلا إلى قاعدة عسكرية فيها مرابض لإطلاق الصواريخ أو آثار لمئات المقاتلين تبين أنهم اشتبكوا مع القوات الغازية انطلاقا منها.
وأكدت المنظمة أن ارتقاء أكثر من 12 الف إنسان غالبيتهم العظمى من النساء والاطفال اضافة إلى آلاف الجرحى والدمار الهائل الذي لحق بالمساكن والمرافق الخدمية والصحية وتشريد 70 % من السكان خير شاهد على إجرام عصابات جيش الاحتلال وهذه الروايات السخيفة التي يروجها تضاف الى الأدلة المتراكمة التي تثبت ما يرتكبه من إبادة جماعية بحق المدنيين في قطاع غزة.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي الإنساني إلى عدم الانشغال بهذه الروايات الكاذبة التي ترمي في المحصلة إلى التضليل وحرف الانتباه عن المذابح التي يرتكبها الاحتلال في وضح النهار، فالجهود يجب أن تنصب على وقف العدوان الهمجي على قطاع غزة وتسيير قوافل الإغاثة الإنسانية لإنقاذ السكان وتشكيل محكمة خاصة لملاحقة ومحاسبة المسؤولين والمشاركين في هذه المذبحة والداعمين لها.