بالتزامن مع عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ67 على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته في مدن وقرى الضفة الغربية، والتي تسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق؛ قُتل أربعة شبان فلسطينيين، وأصيب آخر بجروح خطيرة، واعتقل ستة آخرون، فيما أصيب صحفيان، جراء عدوان الاحتلال، اليوم الثلاثاء، على مدينة جنين ومخيمها، وسط دمار كبير في البنية التحتية.
والقتلى الأربعة، هم: رفيق الدبوس، ومحمود أبو سرور، وبكر زكارنة، وثائر أبو التين.
وقُتل الشبان الأربعة إثر استهدافهم بشكل مباشر من قبل طائرة مسيرة للاحتلال، في حي السيباط من مدينة جنين.
وألقت طائرات الاحتلال قنابل دخانية سامة في ساحة مستشفى جنين الحكومي، وحالت دون نقل القتيل أبو التين إلى المستشفى، ما حدا بطواقم الاسعاف لنقله إلى مركز صحي بلدة قباطية.
وفي ساعات الصباح الباكر، حاصرت قوات الاحتلال مستشفيات: ابن سينا، وجنين الحكومي، والرازي، ومنعت سيارات الإسعاف من نقل القتلى.
وفي السياق ذاته؛ أصيب والد القتيل زكارنة بجلطة بعد تلقيه خبر مقتل نجله، وهو والد “صدقي” الذي قتله الاحتلال أيضاً في الثامن من كانون الأول عام 2022.
من جهتها؛ أعلنت مديرية تربية جنين أن دوام مدارس مدينة جنين ومخيمها، أو في أي تجمع تتواجد فيه قوات الاحتلال سيكون الكترونيا.
واعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين من جنين ومخيمها، بينهم امرأة، وهم: جلال الصوص، وبهاء وضياء أبوزيد، ومجد عرباوي، وياسين صحي حنون، وعلاء مصبح ابو الهيجا، ومهند ابو الهيجا.
كما شهدت مدينة جنين ومخيمها دمارا واسعا في البنية التحتية، حيث دمرت قوات الاحتلال دوار الأسير الشهيد كمال أبو وعر في حي الجابريات في جنين، ودوار الشهيد في حي البساتين، ودوار الشهداء في حي المراح في جنين، وقصفت منزلا ومحلا تجاريا في مخيم جنين. ودمرت أيضاً مولدات كهرباء في أحياء من جنين ومخيمها، وعدة صروح للشهداء في جنين.
وأصيب صحفيان خلال تغطيتهما للأحداث الجارية في جنين، وهما: الزميلة الصحفية رنين صوافطة مصورة وكالة “رويترز” بحالة اختناق، والزميل الصحفي عمرو مناصرة بقنبلة غاز في الظهر. ولا تزال قوات القوات تمنع الطواقم الصحفية من التواجد في المناطق التي تشهد اقتحامات، وتغطية ما يدور هناك.
واحتجزت قوات الاحتلال مركبة إسعاف كانت تقل امرأة في حالة ولادة، لما يقارب الساعة، أمام مستشفى جنين.
ويوميا؛ تشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشرقية، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين، بالتزامن مع اعتداءات متكررة للمستوطنين.
ويتزامن عدوان الاحتلال على مدن الضفة، مع اليوم الـ67 من حرب الاحتلال على قطاع غزة، والتي خلفت وفق آخر حصيلة رسمية 18205 قتلى فلسطينيين، إضافة إلى إصابة 49645 مواطناً، عدا عن أعداد كبيرة ما زالت تحت ركام المنازل التي هدمها قصف طائرات الاحتلال.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث إنه يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب معاناة جسيمة لهم.
ويستدعي هذا العدوان الغاشم من الاحتلال الإسرائيلي؛ السعي لملاحقة الذين يقفون وراءه، وتقديمهم للعدالة، فالقتل غير المبرر للمدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية يشكل جريمة حرب تعرض مرتكبيها للمسائلة والمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.