لا يزال مصير الطفلة الفلسطينية هند (6 سنوات) وفريق الهلال الأحمر الذي خرج لإنقاذها في مدينة غزة مجهولاً، على الرغم من مرور أكثر من 89 ساعة على الحدث.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان نشرته على منصة “إكس” إن “أكثر من 89 ساعة مرت ولا يزال مصير فريق إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني يوسف زينو وأحمد المدهون؛ الذين خرجوا لإنقاذ الطفلة هند البالغة من العمر 6 سنوات مجهولا”.
وناشدت جمعية الهلال الأحمر، المجتمع الدولي “التدخل الفوري للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للكشف عن مصير الطفلة هند وطاقم الإنقاذ”.
وشددت على أن “القانون الدولي الإنساني ينص على حماية المدنيين و العاملين في مجال الرعاية الصحية والعمل الإنساني”.
والإثنين؛ خرج طاقم إسعاف من الهلال الأحمر، لإنقاذ الطفلتين “ليان (15 عاما) وهند (6 سنوات)، بعد محاصرتهما بدبابات الجيش الإسرائيلي وجنوده، داخل مركبة تواجدتا فيها مع أفراد أسرتهما” بحسب بيان سابق صدر عن الجمعية.
والثلاثاء الفائت؛ قال عدد من طواقم الجمعية، في مقطع فيديو نشر على منصة “إكس”، إن مكان الحادث بمدينة غزة، قرب محطة “فارس” للوقود (غرب المدينة).
كما أعلنت الجمعية، الثلاثاء، مقتل الطفلة ليان، حينما كانت “تتحدث على الهاتف مع طاقم الهلال، طالبة النجدة، فيما بقيت هند محاصرة داخل المركبة التي تحيط بها دبابات الاحتلال وجنوده”.
من جهة أخرى؛ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أن التقديرات تشير بأن 17 ألف طفل فلسطيني في غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم.
وقال جوناثان كريكس، مدير اتصالات اليونيسف في الأراضي الفلسطينية، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الجمعة، إن التقديرات تشير إلى أن 17 ألف طفل في غزة أصبحوا بدون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم.
وأضاف أن “كل طفل من هؤلاء الأطفال لديه قصة مفجعة”.
ولفت إلى أنه زار غزة الأسبوع الماضي، وأن العائلات تعاني من ضائقة بسبب نقص الغذاء والماء والمأوى، وأن أفراد الأسرة وأطفالهم يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم.
وأضاف كريكس أن الصحة النفسية للأطفال تأثرت بشكل خطير بسبب الأحداث التي شهدتها غزة، في إشارة إلى الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل.
وأوضح أن الوضع الراهن يتسبب بظهور أعراض لدى الأطفال مثل القلق الشديد وفقدان الشهية وعدم القدرة على النوم، أو يمرون بنوبات تهيج عاطفي أو يفزعون في كل مرة يسمعون فيها صوت القصف.
وتابع المسؤول بالمنظمة: “نقدر أن جميع الأطفال تقريباً في غزة اليوم يحتاجون إلى دعم في مجال الصحة النفسية”.
وخلال الأيام الماضية؛ أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله الملحوظ في عدة مناطق من محافظة غزة، حيث تزامن ذلك مع تنفيذ عمليات عسكرية وقصف جوي ومدفعي مكثف، وطلب إخلاء السكان من عدة أحياء سكنية.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.