تصاعدت حدة الأزمة الإنسانية في خان يونس جنوب قطاع غزة، مع تزايد عدد القتلى والجرحى نتيجة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الأمل ومبنى الهلال الأحمر الفلسطينية، مخلفةً 43 قتيلاً و153 جريحًا، من ضمنهم ثلاثة من طواقم الجمعية، وفق ما أعلنته في بيان.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إنها تنظر بخطورة إزاء تكثيف الاحتلال اعتداءاته على مقراتنا في خانيونس، ما أدى لمقتل 43 شخصا، من بينهم 3 من طواقمنا، وإصابة 153 آخرين، خلال الأيام الـ12 المتواصلة من الحصار والاستهداف.
واستنكرت الجمعية إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل مباشر، الجمعة، على مبنى الجمعية ومستشفى الأمل، اللذين يضمان آلاف النازحين، ما أدى لمقتل 3 نازحين ومسؤولة دائرة الشباب والمتطوعين لدينا هداية حمد، وإصابة 6 آخرين.
وذكرت أن الجيش يواصل “استهدافه وحصاره لمقر الجمعية ومستشفى الأمل، التابع لها، لليوم الـ12 على التوالي، وسط استمرار القصف العنيف وإطلاق النار صوب مبانيه ومنع الخروج والدخول إليه”.
وأضافت أن الأوضاع الإنسانية داخل مستشفى الأمل باتت مأساوية، حيث يعاني المستشفى من نقص حاد في الأوكسجين والمستلزمات الجراحية والمضادات الحيوية والأدوية الخاصة بذوي الأمراض المزمنة وغيرها من المستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تناقص مخزون الوقود اللازم لضمان استمرار عمل مولد الكهرباء، والشح الشديد في الطعام المتوفر للمرضى والطواقم الطبية والنازحين.
وطالبت الجمعية بضرورة فتح ممر إنساني عاجل لإخلاء النازحين الذين يرغبون في مغادرة المكان في ظل الظروف الخطيرة التي يعيشونها، بعد أن نزحوا إلى مقراتها باعتبارها مكاناً آمناً لهم، بالإضافة إلى إجلاء المرضى والجرحى من ذوي الاصابات الخطيرة لتلقي العلاج في مستشفيات أخرى، وإلا فإنهم سيفقدون حياتهم في ظل استمرار حصار المستشفى.
وحمّلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة طواقمها المحاصرة وأكثر من مئة مريض وجريح يتلقون العلاج داخل مستشفى الأمل، بالإضافة الى أكثر من 7000 نازح يتواجدون داخل مبنى المستشفى ومباني الجمعية.
وتستلزم هذه الانتهاكات التي تعيشها مستشفى الأمل وجمعية الهلال الأحمر، تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لضمان حماية حقوق المرضى، وتوفير الرعاية الطبية الضرورية لهم، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولية الإنساني، الذي ينص على حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها خلال النزاعات.
ويُعد الوصول إلى الرعاية الصحية الكافية حقاً أساسياً للإنسان، ويتضمن ذلك توفير مستلزمات الرعاية الطبية الضرورية مثل الأكسجين، الذي يؤدي نقصه إلى تهديد حياة المرضى، خاصة أولئك الذين في حاجة ماسة للعمليات الجراحية، مما يعرض حقهم في الحياة للخطر.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين