اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، وحولته إلى ثكنة عسكرية، بعد هدم السور الجنوبي والدخول منه.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في تصريح مقتضب، إن الاحتلال استهدف مقر الإسعاف وخيام النازحين، وقام بتجريف المقابل الجماعية التي بداخل المجمع.
وأضافت أن الاحتلال أجبر ما تبقى من النازحين وعائلات الطواقم الطبية على النزوح القسري من مجمع ناصر الطبي فجر اليوم تحت القصف والتهديد.
وبيّنت الوزارة أن الاحتلال طلب من إدارة المجمع نقل كافة المرضى، بمن فيهم مرضى العناية المركزة والحضانة، إلى مبنى ناصر القديم، بمن فيهم 6 مرضى تحت التنفس الصناعي.
وفي وقت سابق اليوم الخميس؛ حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، من “كارثة إنسانية وشيكة، جراء ما أصدرته سلطات الاحتلال من أوامرَ بإجبار المواطنين على إخلاء مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة”.
ولفتت إلى أن مواطنا فارق الحياة فجر الخميس، وأصيب عدد من المرضى، جراء قصف الاحتلال قسمَ العظام في المستشفى، كما اقتحمت قوات الاحتلال ساحة المجمع وأطلقت النار على أقسامه.
وقالت إن “هذه الجريمة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ولا يزال بحق أبناء شعبنا في عدوانه المستمر على قطاع غزة”.
وأضافت أن قصف الاحتلال ونيرانه الوحشية لم تترك أي مكانٍ آمن في القطاع، وهو ما أدى حتى اليوم لمقتل أكثر من 28 ألف و600 مواطن وإصابة نحو 69 ألفاً، وفقدان الآلاف تحت الأنقاض.
وأوضحت أن النازحين لجأوا لمجمع ناصر الطبي هرباً من عدوان الاحتلال الوحشي، ولا مكان آمن في القطاع، وأن القانون الدولي الإنساني يكفل حق كل إنسان مستأمن في المؤسسات المدنية المحمية بموجب اتفاقيات جينيف.
ولفتت إلى أن “حجم الكارثة الإنسانية المروعة في القطاع، جراء استمرار عدوان الاحتلال وانعدام الغذاء والشراب والدواء، وانتشار الأمراض وخطر الموت الذي يلاحقهم في كل مكان يستأمنون به”.
يُذكر أن 14 مستشفى من أصل 36 في غزة تعمل بشكل جزئي، بينها تسعة مستشفيات في الجنوب، وستة في الشمال.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.