في انتهاك صارخ لحرية التعبير؛ أقدمت قوات الأمن المصري على اعتقال شاب، بسبب هتافه ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واتهامه بالخيانة والعمالة، على خلفية موقفه من الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين الأبرياء بقطاع غزة.
وهتف الشاب عقب تسلقه إحدى اللوحات الإعلانية الضخمة بمنطقة سيدي جابر في محافظة الإسكندرية، وهو يحمل علم فلسطين، قائلاً: “السيسي خائن وعميل. أنا لست خائفاً منك يا سيسي. فليسقط السيسي، فليسقط كل خائن وعميل. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر”.
وتعرض الشاب الذي لم يُعرف اسمه، للضرب المبرح من قوات الشرطة، بعد الاستعانة بعربة إطفاء لإنزاله من أعلى اللوحة رغماً عن إرادته، حيث جرى اختطافه أمام المارة إلى مكان غير معلوم حتى الآن.
وقبل أيام قليلة، جددت نيابة أمن الدولة المصرية حبس 156 شاباً من 20 محافظة لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق للمرة الخامسة توالياً، بسبب مشاركتهم في التظاهرات المعروفة باسم “نصرة غزة” في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ووجهت نيابة أمن الدولة تهماً متنوعة إلى الشبان المحبوسين، وهي “الانضمام إلى جماعة إرهابية”، و”التحريض على التظاهر من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، و”الاشتراك في تجمهر مكون من أكثر من 5 أشخاص”، و”ارتكاب عمل إرهابي”، و”تخريب أملاك عامة وخاصة عمداً”، و”إتلاف أملاك منقولة وثابتة”.
ويعيد اعتقال الشاب المصري الذي هتف ضد السيسي، التذكير بضرورة أن دولة القانون والعدالة حرية التعبير للمواطنين، وحقهم في الإدلاء بآرائهم بسلام، ودون تعرض للمضايقات أو الاعتقال التعسفي، إضافة إلى حقهم التظاهر السلمي، للتعبير عن الرأي بطرق سلمية، دون أن يكونوا عرضة للتهديد أو الاعتقال، حيث إن الاتفاقيات الدولية تكفل حق الأفراد في حرية التعبير وحرية الاجتماع والتظاهر السلمي، كأحد الحقوق الأساسية والإنسانية.
ويستدعي اعتقال هذا الشاب تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، للضغط على السلطات المصرية كي تلتزم بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وتمتنع عن التعسف في استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين والنشطاء الحقوقيين، أو الإقدام على اعتقالهم.
يشار إلى أن السلطات المصرية تعتقل آلاف الأشخاص، في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، حيث أدين العديد منهم، وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.