تحذيرات من تزايد وفيات الأطفال الناجمة عن الجفاف وسوء التغذية في قطاع غزة، أطلقتها أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقالت خضر في بيان، إن “حياة آلاف الأطفال والرضع في القطاع تعتمد على إجراءات عاجلة مرتقبة، منها ضمانات أمنية ومرور دون عوائق، لتوزيع المساعدات”.
وشددت على أن “وفيات الأطفال، التي كنا نخشى وقوعها، أصبحت حقيقة واقعة، بينما يجتاح سوء التغذية قطاع غزة”.
وسلطت خضر الضوء على الأطفال الذين توفوا بسبب الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان (15 طفلاً) شمالي قطاع غزة، في الأيام الأخيرة، قائلة إن “هذه الوفيات المأساوية والمروعة هي من صنع الإنسان، ويمكن التنبؤ بها، ويمكن منعها بالكامل”.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة؛ فإن ما يقرب من 16 بالمئة – أو واحد من كل 6 أطفال دون سن الثانية من العمر – يعانون من سوء التغذية الحاد شمالي قطاع غزة.
وأوضحت المديرة الإقليمية لليونيسف أن النقص الواسع النطاق في الأغذية المغذية والمياه النظيفة والخدمات الطبية في غزة هو “نتيجة مباشرة للعوائق التي تحول دون الوصول والمخاطر المتعددة التي تواجه العمليات الإنسانية للأمم المتحدة”.
وأمس الأحد؛ أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، وفاة 15 طفلا بسبب الجفاف وسوء التغذية، بمستشفى “كمال عدوان” شمال القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد حذرت الشهر الماضي من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، يشكل “تهديدا خطيرا” على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة على القطاع.
وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية بات سكان غزة، لا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي يحاصره الاحتلال منذ 17 عاما.
وتجدر الإشارة إلى أن الحق في الغذاء مكفول بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما يتطلب من المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية العمل معًا لتوفير المساعدات الغذائية الضرورية لأهالي غزة.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.